القصة (:::)
وليد رباح – نيوجرسي (:::)
على مدار سنوات طويلة .. ظل الانسان العربي المهاجر يدور في الارض بحثا عن زنديق يسلمه مقاليد الحكم في جمهوريته العتيدة دون ان يعثر للناس على اثر ..
جابها غربا ثم اتخذ طريقه شمالا ثم يمينا ويسارا فلم يصادف في طريقه غير حفنة من الصعاليك الذين يدبرون للناس مكائد صغيرة لا تعدو التحدث عن مثالب الاخرين ..
واخيرا اهتدي الى بلاد العرب لكي يحط رحاله فيها ويعلن للناس في البوق انه اختار رئيس جمهورية للمملكة .. واختار للملكية رئيسا للجمهورية .. وللامارة سفاحا وللمشيخة من يحمل اسفارا .. دستورا منظما للدولة الدكتاتورية .. ودكتاتورا عنيدا للدولة الديمقراطية .. ثم من بعد ذلك وضع الجميع في طبخة على نار هادئة ليخرج الينا بمذاق عز نظيره ز.
قالت جموع العرب ان الرجل خارج على عرف القبيلة .. ورفعت كل قبائل العرب مذكرة ضافية الى امين الامم المتحدة يعلنون عليه الحصار حتى يرعوى ويرجع الامور الى سابق عهدها .. وتبنت دولة القطب الواحد مطلب العرب ..
وهكذا ضاع العربي بين الحصار والجوع والموت والجمار واصبح رؤساء القبائل مثل النسور يزيد ريشهم كلما هبت الريح على ناد للقمار في اقاصي الارض .. وازدادت قصبات العباءات قصبة جديدة .. ثم .. انتحر العربي .
***
احتفلت جموع العرب في مشارق الارض ومغاربها بمولد ( الراقصة ) اللهلوبة .. التي لم تترك فستانها القديم في بيت شيخ القبيلة مثلما فعلت احداهن يوما اذ تركت غبار فستانها الاسود على ابواب البيت الابيض ثم فرت هاربه .. وهكذا صفق الجميع .
***
سخر افراد القبيلة من كلمات الشيخ العربي صاحب العقال المقصب عندما اعلن انه يريد لكل القبائل ان تتوحد .. وانه مستعد لان ينسى الماضي مقابل ان يذبح كل الناس عدا نفسه .. وعندما فتشوه وجدوا في يده اليمنى سكينا حادا يخفيه خلف ظهره .. وميكروفونا اخر في يده اليسرى يعلن فيه عندما يستدير .. لا تصدقوني .. فانا ذنب لامريكا ..
***
طلبت زوجتي ان اشتري لها شعرا مستعارا لانها ( قرعه ) فجهدت في البحث حتى اهتديت الى دكان يبيع صاحبه ذيول الخيل التي تستخدمها الشرطة في تعذيب المعتقلين .. وهكذا اضفت الى بيتي دكانا تعرض فيه الهراوات وادوات التعذيب .. انفض عن رفوفه الغبار كلما اعتقلت الشرطة انسانا يقول انه يريد ان يعيش حرا .
***
فيما مضى من الزمان .. كانت قبائل العرب جميعا تثور عندما يطلق جندي انكليزي النار على عجوز في اقاصي اليمن .. اما اليوم .. فان بلاد العرب تثور من اقصاها الى ادناها عندما يطلق عربي النار على جندي اسرائيلي يحمل في طائرته صاروخا لقتل اطفال القبيلة .. لماذا ؟ لان الارهاب غدا مثل الهباب
***
سئمت جروح جسدي .. اذ كلما وضعت على صفحتها دواء قام شيخ القبيلة بفتحها ووضع الملح فيها حتى تتقيح .. وعندما سألت عن الاسباب قيل لي ان الاورام العربية لا تزال بغير الكي .. ونحن استطعنا بكل ما اوتينا من علم ومعرفة ان نكوى قلوب العذارى .. فقط ..