الحلم الذي ولّى

الشعر (:::)
فيصل سليم التلاوي – فلسطين المحتلة (:::)
هبطت إليك مع الخواطــــــرْ

مسفوحة الدم والمشاعــــرْ
لا الفنُّ جاد بها فأبدعهــــــــا

   ولا قيثارُ شاعـــــــــــــــــرْ
صدَحت مع النغم الشجـــــي ِّ

   فهيّجت فيض الخواطــــــر
ومضت تئن مع الغـــــــــرو

      بِ أنينها يدمي المحاجـــــر
رفَّت لرقتها القلــــــــــــــــو

        بُ، وشدوها بَحّ الحناجــــر
هي زفرة حَرّى تَـــــــــــــوَ

        قَّدَ جمرُها وجدان ثائــــــــر
هي لوحــــــــــةٌ فنيــــــــــةٌ

      زانَت بِمُبتكرِ المناظـــــــــر
أنا لستُ أدري كيف جـــــا

        ءتني، ومن أي المعابـــــــــر
نفذت إليَّ وأيقظــــــــــــتْ

         مَخبوءَ أيامي الغوابـــــــــــر
من أي ريحٍ أقبلــــــــــــت

         نحوي وأشــــعلتْ المجامـــــر
من بعد ما أطفأتهـــــــــــا

          وغذذتُ سيريَ في المهاجــر
ومضيتُ في سفــــــرٍ ولم

       أحمل معي زاد المسافـــــــــر
حتى القصاصاتِ الصغــا

        رِ وبعض أوراق الدفاتــــــــر
ضيَّعتها في غفلــــــــــــةٍ

         ضَنّت على قلمي المحابـــــــر
وخبرتُ كل مجاهل الـــدُ

        نيا وأشــــباح المقابـــــــــــــر
ونقشتُ فيض الذكريــــا

          تِ، حفرتُ صخرًا بالأظافـــر
وتركته فــي الريح

تمـــــــــــــــــــــــــــثــــالًا لعابــــرةٍ وعابـــــــــــر
أو شــــــــاهدًا لقبور

أحـــــــــــــــــــــــبابـي الخـــوالـي والحواضـــــر

يا أيها الحلم الـــــــــذي

          ولــّى وأوغل في الدياجـــــــــرْ
لمَ كلما حان اللقـــــــــا

       ءُ أدرتَ ظهرك كي تغـــــــــادر
لم كلما امتلأت جــــرا

        رُالزيت أو فاضت بيــــــــــادر
تأتي السموم الذاريـــا

       تُ تَسِـــفُ، تقطع كل دابـــــــر
وتفرق الأحباب مــــا

    أبقت جوارًا أو أواصــــــــــــر
لمَ قطرة الأمل

البــهيـــــــــــــــــــــــــــجِ تضيع في وهج الهواجـــــــر
وتخلف الظمأ المُـروِّ

             عَ في القلوب وفي الضمائــــــر