على رصيف الطريق السلطاني

الشعر (:::)
سامي العامري – برلين (:::)
تعالي إليَّ أيتها الفضيحةُ
فلم يتبقَّ إلاكِ لأعلنَ ألوهتي
أو نصفَها
حيث سأتظاهر كالمشردين
بأني أمهِّدُ الطرق الطيِّعة الرشيقة
بخطوات تشبَّبَ بها الوجعُ والعطش
ومنها الطريق السلطاني
وهناك سأضاجع ظلال الحوريات بظلالي
وستكون لي القدرة على نكاح الهواء
قبل أن أتبددَ في ذراته
فلسنا كائناتٍ صدفوية
وإنما أصدافٌ تلبط في محيطٍ من مستحيلات
هانت بنظر الحشرات
واستحالت على البشر
وإلا فلن نعودَ ثانيةً إلى أرضٍ
فيها كل شيءٍ جميلٌ ومرتّبٌ ومستقرٌّ
إلاّ السعادة
هذا الحلمَ الذي طالما ادّعت البشريةُ صعوبةَ تحقُّقهِ
مع أنه أدنى إليها من أهدابها
وأدنى إلى ورقتي هذه من يراعي هذا
( المال يجب أن يكون بيد الفنان )
قال لي ذلك صديقٌ مغفَّلٌ
فقلتُ له : نعم
ثم سقاني كأساً
فبقيتُ أتقيَّأ السماواتِ بكل فتوَّتها ،
بكل المستشفيات التي هي نفسها بحاجةٍ إلى مستشفيات
ما الذي ينتظرني أو أنتظره لأخافَ الموت ؟
محرومٌ من كل شيءٍ إلا من الحرمان
لأني شاعرٌ
ولكني شاعرٌ لم يعد يعرف ترتيب حروفهِ
وإنما ترتيب حروقهِ
وهذه خطيئتي الصغرى
أما الكبرى
فهي ترتيب أقذع تلاوة بوجه المطر
أنا المشرد والشارد من مسخرة اسمها الوطن
فيما هو يتقافز وينقُّ على صدري كمستنقعات ذبابٍ وضفادع
قلتُ في المحكمة بأني أديبٌ وكاتب
بينما ( هيلدا ) بكل أناقتها ابتسمت ثم صاحت بعبيرعال :
قد يكون مذنباً فتحبسونه ولكنه يبقى حبيبي .
فخجلتُ
وعانت لآلئي من الذبحة الصدرية
تلك أممٌ ما خلت وما كسبت وما اكتسبت
وما هذى العرفاني
وابن عربي والسهرنجمي
فجيعة تشابه نفسي وهي تتمخض عن نفسي
وأنت أيتها النخلةُ اللعينةُ
يا حمالةَ الحطبِ
عفواً
يا حمّالةَ الرطبِ
ألعلّني استوزرتك يوماً ؟
فما سر قلّة الأعداء ؟
فمن التخرُّص القولُ
أنِ انتهتِ الأوبئةُ من عالم اليوم
بل إنها رُميَتْ كلَّها علينا
وأنا أول المصابين عن بعد
مصاب بالعشق الليلكي
ولو قُدِّرَ لك أن تنقرضي
فما أحلاك وأنت تنقرضين بديناصور العشق
ــــــــــــــــــــــــــــ
برلين
مايس ـ 2015