البعض في اعلام مصر : مهرجون وليسوا اعلاميين

كلمة رئيس التحرير (:::)
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي (:::)
أريد ان انبه اولا .. ان مصر ليست للمصريين فقط ..  بل هي لكل من آمن ان مصر هي الامل الباقي لهذه الامة التي تبعثرت ايدي سبأ .. ولا اعني في ذلك من يحكمها .. فشعب مصر وفقا لما يراه في هذا الامر ان أيد هذا فهو محق .. وان أيد ذاك فهو  على حق ايضا .. فكل من يحكم مصر او غيرها زائل .. ولنتمثل.. فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض .
ومصر فيها من الاطياف ما لا يمكن ان يحصى… لذا فلن تتفق على رأي موحد والا اصبح الشعب كالسائبه .. ولا يوجد دولة على وجه الارض يمكن ان يتفق شعبها على رأي واحد .. الا اذا كان الرأي قد زرع في رؤوس الشعب كافة بحكم دكتاتوري اجبر الناس على حمله كرها. ومن هنا نشأت الموالاة والمعارضة ..
ولاول مرة بت مقتنعا ان الانسان المصري الذي يعيش بعيدا عن المدن سواء في الصحراء او الواحات او القرى النائية .. أخذ يفهم ويفكر ويدبر اكثر ممن يمتلكون الفضائيات ويوظفون اعلاميين كل مؤهلاتهم كثرة الكلام والثرثرة والجهل وثقل الدم والفلسفة الفارغة .. اضافة الى تبعيتهم لهذا صباحا وتقلبهم ضده في آخر النهار .. ومدح ذاك في النهار وهجوه في الليل .. والى ضحالة الثقافة والصراخ والزعيق وكأنى بذلك الصراخ يؤهلهم لدخول موسوعة جينيس على طرق الفهلوه ايام افلام الاسود والابيض .
ولقد برع هؤلاء بالبلطجة الاعلامية فيوجهون سهام سبابهم وشتائمهم لمن ينقدهم .. واني لم اجد في كل هذا العالم من بشر يمكن ان يسبوا ويشتموا ويصرخوا وتعلو اصواتهم دون اقناع واقتناع .. اكثر من بعض الاعلاميين في الفضائيات المصرية او ممن يمتلكها مصريون خارج مصر ..
اكثر من ذلك .. فهم يحاولون اقناع المستمع اذا استمع اليهم او شاهدهم انهم على صواب فيما يقولون وان الاخر على خطأ .. ويستخدمون في ذلك الصراخ تارة والزعيق اخرى .. من خلال الفهلوة والحركات الجسدية والغمز بالعين واللمز باللسان وربما تحريك الخصر والايدي ودوران العين وارقاص الشنبات وتحريك الايدي جانبا يمينا ويسارا وفوقا وتحتا كأنما هم يعملون في سيرك وينقص عليهم فقط ان يسيروا على الحبل لكي يقنعونا انهم على صواب وفلانا او علانا على خطأ ..  (واللي يحب النبي يسقف )
من كان منهم بالامس يهجو هذا يقوم اليوم بمدحه .. ومن كان يمدح ذاك يجعله في اسافل الارضين .. يسيرون خلف الحاكم ان كان ظالما ويبررون افعاله .. ويسحقون بالكلام من كان صالحا للحكم او للعمل فيوهمون الناس انه لص ومن اسافل القوم ولا يحب مصر ويتهمونه بالتبعية لهذا وذاك أملا في اسقاطه .. وكل ذلك يجري تبعا للمبالغ التي يتقاضونها من وراء زعيقهم وصراخهم .. فنظرة واحدة الى ما يضعون في جيوبهم مقابل هذا الزعيق تجعلنا نتقيأ من ضخامة المبالغ التي يتقاضونها في وقت يبدو انهم يدافعون عن الحكم والشعب المصري .. والمبلغ الذي يتقاضاه احدهم عن يومه اكثر مما يدخل للعامل او الفلاح المصري في عدة سنين أو ربما قرنا من الزمان .
وقد يسأل البعض عمن اتحدث فاني اعني ما أقول من خلال هذا السرد .. فالاعلام المصري ليس كله على مثل تلك الشاكلة .. ونظرة واحدة الى الاعلام الذي كانوا يسمونه اعلاما حكوميا تثبت قولي .. حاول ان تتابع الفضائيات الكاسبة المتكسبة وان تتابع ايضا الاعلام الذي يسمى او كان يسمى حكوميا .. فسوف تجد الفرق كالمسافة بين الارض والسماء .. فالاعلام الاخير يعطيك انطباعا بالعفوية والتركيز .. فلا غمز ولا لمز ولا صراخ ولا عجرفة ولا تحريك عيون واجفان ورموش وهز وسط وصفاقة الى غير ذلك .. واني لاطلق على الاعلام الاول اعلام الرقص والثاني اعلام الحجة  ..
واني من وراء ذلك اتجنب الصدق في طرح الاعلامين هذا او ذاك .. فهذا موضوع آخر . وقد نأتي اليه في كلمة اخرى .
اني انظر الى كافة الفضائيات التي تذيع بالعربية فلا اجد فيها تلك الامثولة العجيبة من الردح حينا والرقص حينا آخر سوى محطات الهشك فشك التي تعطينا اجمل ما عندها من رقيع الكلام . هناك محطات عربية كثيرة بعضها معارض لنظام الحكم والبعض الاخر موال له والثالث لا يميل لهذا او ذاك .. ولكني لم اجد مذيعا واحدا الا ويحترم نفسه قبل ان يحترم كلمته التي تخرج من فمه .. والكلمة كما يقال مثل الرصاصة اذا ما خرجت فلن تعيدها سيرتها الاولى حتى لو اعتذرت .. والخلاصة ان اولئك ثلة من المنتفعين الذين يؤذونك برذاذ الكلمات بحجة الخوف على مصر والبلد وابقائه رهنا لتراهاتهم .
واخيرا .. لا تهمني تلك الفضائيات ان علقت على هذه الكلمة او شتمت كعادتها او رقصت حواجبها .. او صرخت بملء فمها من خلال مذيعيها .. ولكن يهمني ما اراه وما يقوله الناس .. بعد ان اصبح بعض الاعلام المصري جعجعة ليس فيه من الطحين سوى النخالة .. وليحفظ الله مصر من هؤلاء .. فهم اخطر عليها من الارهابين الذين يحاولون قتل وتدمير البلاد والعباد .. تبعا لافكار سوداء ملئت بها عقولهم المريضه .. فهل نقول ( ما فيش فايده .. غطيني يا صفيه )