داعش: دماء المصريين في انتظار المسيح

اراء حرة (:::)
د. وجيه الجوهري- كارولينا الشمالية: (:::)
فيديو “المذبح” الذي أنتج ونفذ من قبل تنظيم داعش الإرهابي  لنحر21 من المصريين المغتربين في ليبيا الجريحة آخر إبداعات داعش السينمائية. الفيلم من الناحية الفنية مرشح لنيل جائزة أوسكار الداعشية لأحسن تصوير، موسيقى تصويرية، وإخراج. عناصر التنظيم  ظهروا ملثمين بملابسهم السوداء كما لو كانوا أشباحا ومحملين بالسكاكين، وكان قائدهم بزيه العسكري المموه يتحدث بانكليزية فصيحة متوعدا الدول الغربية بالقتال حتى ظهور المسيح. الرسالة لم تكن موجهة الى مصر أو أقباط مصر بل كانت رسالة لكل العالم.  داعش تتنقل باعمالها من العراق الى سوريا ثم افغانستان وباكستان على الجانب الأيمن من الكرة الأرضية.. أما الجانب الأيسرمن الكرة الأرضية  فقد وجد داعش ضالته في سيناء مصر وبعد ذلك ليبيا.. ومن وقت الى آخر يضع داعش لمساته في فرنسا والدانمارك ثم أحراش أفريقيا.. العالم يترحم على إنسانية القاعدة بعد أن اتخذ داعش من التتار وهمجيتهم سبيلا في معاملاتهم اليومية.. من نحر وحرق تناغمت سبل داعش في مواجهة العالم.. داعش لا يفرق بين مسلم وقبطي الا بولائهم، فاذا لم تتخذ ابا بكر البغدادي خليفة فأنت من الخوارج أو الكفار والموت هو النتيجة الحتمية لكل من لم يتخذ من داعش دولة.

فرع داعش في ليبيا المعروف ب«جنود الخليفة» في ولاية طرابلس يتصيد المصريين لما عرف أن الدولة المصرية تقدم مساعدات عسكرية لدحر التواجد الداعشي..جنود الخليفة أرادوا بذلك الانتقام لكاميليا وأخواتها كما يقولون الى جانب زعزعة علاقة الدولة المصرية  مع الاقباط المسيحين ونشر الفوضي. السؤال الذي يفرض نفسه لمصلحة من صعود نجم داعش؟و لمصلحة من نشر الفوضى في المنطقة؟ مما لا شك فيه أن الدولة الأكثر أمانا الآن هي إسرائيل لدرجة أن حكوماتها تدعو رعاياها في أوروبا بالهجرة الى دولة الأمان وترك دول الخطر التي تتوعدها داعش ليل نهار منذ شارلي ابدو والدانمارك وما قبلها..اليوم وتحت ظل داعش أصبحت إسرائيل أكثر أمانا.. لقد خلق الغرب داعش لمواجهة الأسد الذي يخرج لسانه لداعش والعالم أجمع ليل نهار.. ومن الملفت للنظر أن الأسد باق وأن داعش تنتشر وتتوغل بفضل اسلوبها القتالي وتواجدها الاعلامي وتفننها في قتل ضحايها لدرجة أن الدولة البريطانية طلبت من جنودها أن يحتفظوا برصاصة الرحمة لقتل أنفسهم بدلا من الوقوع في أسر داعش. تنظيم داعش هو امتداد للقاعدة ، هذا التنظيم الذي انتشر في العراق علي يد ابو مصعب الزرقاوي.. أما القاعدة الأم فيرجع وضعها الى بن لادن والظواهري الذي يمتد أصولهما الى الوهابية في السعودية والإخوان والجماعة الاسلامية في مصر.. وجود القاعدة  في افغانستان كان بتبريكات البيت الأبيض الذي بارك وجود داعش في بادئ الأمر لدحر الأسد في سوريا! وقديما قيل ” اللي يحضّر العفريت يصرفه” ولن يُصرف عفريت داعش اللا من قبل من أحضره الا وهي أمريكا.. وأتمنى أن لا تكون أمريكا قد أصبحت شيكا بيكا.. فصراعات أمريكا الداخلية قد تحجب أي طريقة لصرف هذا العفريت الذى زرع شجرة الكراهية وأصبح قتل المسلمين أو حرق المساجد هنا أو هناك جزء من الحياة اليومية في أمريكا.
إن ردة فعل الدولة المصرية  لإعدام أبنائها لهو نفس ردة فعل المملكة الهاشمية لترضية رعاياهم.. أصبح العالم وجها لوجه أمام داعش وحليفيها قطر وتركيا.. فقطر تمدالتنظيم بالسلاح كما أظهرت شبكات الأخبار العالمية وكذلك جهود عمالها في شبكة الجزيرة! أما تركيا فهي الدولة المستوردة لبترول داعش! أخيرا..داعش تكسب أعداءا كل يوم وتتلقى ضربات كل يوم ومع ذلك فداعش تكسب أرضية ونفوذا، فهل سيصلني المسيح قريبا؟ سؤال يحتاج الى إجابة وخاصة بعد أن قيل أن أوباما، وربما بوش الإبن،  هو المسيخ الدجال!!