الشاطر يفهم

التصنيف : سياسة واخبار (:::)

بقلم : بكر السباتين * (:::)

في أي سياق تدرج مواقف الرئيس عباس! وهذا الاختبار!
الحقيقة مرة.!! ففي جعبتي الكثير من الأسئلة المبهمة التي تندرج في سياق التداعيات العاصفة للأحداث منذ انتصار المقاومة التاريخي في حرب “الجرف الصامد”.. الأسئلة تحرض العقل على تفهم اللامعقول من أجل إجابات تنسجم مع الواقع الغريب في قضية فلسطينية تحولت إلى وليمة على مائدة اللئام.. وأصبح قادتها خدم وعبيد! فيما أنيط على عاتقهم مسح آثار حفلة الإجهاز على الحق الفلسطيني كي تبدو وكأنها حفلة أعد لها الفلسطينيون؛ حتى يظهر الجناة للعالم كضيوف كرماء!.
منذ أراح استشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات زمرة الخيانة الفلسطينية والتنازلات الفلسطينية تتسارع في النزول حتى أنها اخترقت الأرض وأسست لمشروع فلسطيني سلمي مترهل تحت منسوب التسوية من أرض العزة والكرامة.. وحماية لهذا المشروع الذي تبنى نهج النعامة في الحروب؛ صار لزاماً على مفكري وقادة التخاذل الفلسطيني رفض كل بنيان وطني يقوم على السطح بذريعة أنه سيكون عرضة للدمار لأن على الفلسطيني أن يتعلم كيف يتنفس تحت الثرى كالديدان.. ولأن كثير من كوادر هذا المشروع الفاشل تربوا على العيش في الظلال، لذلك استراحوا من وهج الشمس وتسيدوا العيش في طوابق التسوية المظلمة ومعهم خراطيم يتنفسوا من خلالها عبق المخدرات وفي أيديهم بنادق التهمها النسيان ونسي ملامحها النهار.. ثم يحلمون وهم في هوس التجلي بجنة الوطن التي بناها محمود درويش وسميح القاسم وجورج حبش وإدوارد سعيد والشهداء: غسان كنفاني وعرفات وأحمد ياسين وكل عظماء فلسطين الذين خاطفهم الموت من أشداق الهزيمة فتحولت ذكراهم إلى سماد جعل يغذي جذور دوحة المقاومة بأسباب البقاء.. حينما تعانق الأبطال مع بطولاتهم فحققوا النصر المبين في غزة وتبنوا خيار الكرامة في التصدي للعدو الإسرائيلي الغاشم وأعوانه الخونة من العرب والفلسطينيين.. وحتى نتفهم النص أعلاه، فلا بد من الإجابة على ما يلي، وهي أسئلة عاصفة للذهن.. تمارين قاسية للتفكير بالمقلوب.. ولعل أهمها:
لماذا لا يذهب محمود عباس إلى (لاهاي) لمقاضاة الكيان الإسرائيلي الذي تسبب “بقتل” *وتشريد آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وفلسطيني الداخل!؟
*(نتنياهو) يصمم على قتل الفلسطينيين وبناء المستعمرات فيما يعد عباس بضبط الأمن في منطقة حكمه! في أي سياق يفهم ذلك!؟
*عباس يتلكأ بمقاضاة إسرائيل فيما يحكم على حماس بدقائق في أنها وراء التفجيرات ضد كوادر فتح في غزة.. ويطالب بالقصاص.. هل هذه (فنتازيا)!!؟ أم أننا نعيش الأحداث بالمقلوب!؟
*السلطة الوطنية تتمسك بثوابت السلام الميت ويعد رئسها القاصي والداني بأنه ضد مقاومة إسرائيل، وإن حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة تقفان وراء تدمير غزة على اعتبارهما المحرض لإسرائيل على العدوان، وتدين السلطة إعدام الخونة والجواسيس في غزة أثناء ذروة الحرب المسماة ب”الجرف الصامد”! فبأي منطق يفهم مبدأ التشكيك بذكاء حماس حينما تتوجس خيفة من دخول السلطة الفلسطينية قطاع غزة؛ على اعتبار أنها سلطة مجيرة المواقف إذْ تعثر مسيرة إعادة إعمار القطاع كمتطلب إسرائيلي حتى تفرض رقابة صارمة على سلاح المقاومة العتيدة!؟
الأسئلة في هذا الشأن لا تنتهي؛ وسأكتفي بهذا القدر منها؛ علها تضيء ما يتيس لها من المجريات المبهمة التي تكتنف واقع القضية الفلسطينية..
__________________________________________________
*فلسطيني من(الأردن)
رابط المؤلف:
http://www.bakeralsabatean.com/cms/component/option,com_frontpage/Itemid,1