فضيحة أدعياء الجهاد!

التصنيف : آراء حرة (:::)
رشاد أبو شاور – الاردن (::)
من قبل(ساقهم) قادتهم إلى أفغانستان، مخدرين مضللين، بالشعار: اليوم كابول وغدا القدس!
ومن يومها لم يأت يوم القدس، فقد أدوا دورهم المرسوم لهم، والذي لا يمكن أن يخرجوا عليه.
خربت كابول، ومات منهم من مات، ورمي في غوانتانامو من أُسر، وتشتتت بقاياهم حائرة دائخة بعد انتهاء ( المهمة) الأمريكية!.
اليوم نحن أمام ( طبعة) جديدة قديمة، فقادتهم يرفعون شعار: اليوم الخلافة لأنها الأهم، وغدا تحرير بلاد المسلمين..والقدس سيأتي وقتها! جميعهم يدّعون (الإسلام) و( الجهاد)، ويحملون أسماء توحي بأنهم مجاهدون، وأنهم باعوا دنياهم واشتروا آخرتهم، مع إن الوقائع تكذّب هذا الادعاء، وتفضحهم علنا، وعبر الفضائيات، فهم اشتروا دنياهم، ونسوا ( ألآخرة)، بدليل أنهم يتناحرون فيما بينهم، ويكفرون بعضهم، ويذبحون بعضهم، ويسبون نساء بعضهم، ويتسابقون على آبار النفط الأغلى من  دماء أخوتهم في ( الجهاد)، ويصّفون بعضهم بتهمة سرقة المال..والفساد!!.
جبهة النصرة، الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش)، أكناف بيت المقدس، العهدة العمرية، ألوية …، وتسميات بأسماء الصحابة الذين نشروا الإسلام، واستشهدوا وهم يقاتلون على ثرى فلسطين في مواجهة الرومان الذين كانوا يحتلون بلاد العرب، والمجاهدين الذين استشهدوا على ثرى فلسطين وهم يسابقون جيش صلاح الدين الأيوبي محرر القدس والأقصى قولا وفعلاً…
القدس الآن فضيحتهم، والأقصى ( عارهم)، بكل تسمياتهم!
القدس تستباح صباح مساء، تهوّد علنا، وها هو المحتل الصهيوني ينتقل لتنفيذ آخر مخططاته التهويدية التي تستهدف استباحة المسجد الأقصى، والعمل الحثيث لهدمه، وبناء ما يسمى ( بالهيكل)، وبسط الهيمنة الاحتلالية على بيت المقدس بالكامل، و..أكناف بيت المقدس، وفي القلب الأقصى والقيامة _ القيامة لا تهم ( المجاهدين)، وكأنها ليست في قلب القدس، وقلب فلسطين، وكأنها ليست مكانا مقدسا للعرب المسيحيين، فضلاً عن مكانها ومكانتها في قلب القدس!_ كل هذا لا يقلقهم، فجهادهم موجه، كما جهاد من سبقوهم في ( كابول)، لتدمير سورية، وإنهاك مصر، وتدويخ اليمن، وتفكيك ليبيا، والإجهاز على العراق، وإشعال نار الفتنة في لبنان بهدف إشغال المقاومة الإسلامية اللبنانية، وإغراق كل الوطن العربي في حروب عبثية تدميرية لخدمة الكيان الصهيوني، وأمريكا، وكل أعداء الأمة العربية، وفي المقدمة أردوغان.
الكيان الصهيوني، وقادته، وكلهم متطرفون، يطرحون علنا، وبفرح وضحكاتهم ملء أشداقهم، بأن الوقت الحالي هو أنسب وقت منذ نشوء كيانهم، لتحقيق هدفهم المحلوم به: إقامة الهيكل، وتهويد القدس وتحويلها إلى ( أورشليم) عاصمة الكيان الصهيوني( الأبدية)..وكل هذا بفضل من؟!
ربما لا يحتاج المواطن العربي إلى طرح هذا السؤال ليعرف حقيقة بات يعرفها بكامل الوضوح، فمن يدعمون هذه المجموعات الإرهابية العميلة، تمويلاً وتسليحا، يلتقون في الهدف الواحد، والفرق أن بعضهم يريد أن يكون شريكا بكل وقاحة: أردوغان وأركان حزبه المتحكم بتركيا، الذي يدعو علنا لتدمير الدولة السورية، والتدخل عسكريا لإسقاط الدولة السورية، وإغراق سورية في الفوضى، والإجهاز على مؤسسات الدولة السورية الشرعية، والتخلص من الجيش العربي السوري الباسل المقاوم…
وهناك التابعون الأدوات الحاقدون، الذين لم يعد يربطهم بالعروبة شرف النسب، أو نبل دم، فهم باتوا مخلوقات أفسدتها ثروات النفط والغاز المنهوبة والمحتكرة لأسرهم الحاكمة الفاسدة، وهؤلاء يتقدمهم حكام السعودية وقطر، وهم يصفون حساباتهم مع عروبة الأمة كلها، وهمهم الرئيس: تصفية القضية الفلسطينية، وضرب المقاومة التي تؤرقهم، ويرعبهم التفكير من إمكانية انتصارها، وهبوب رياحها على بلاد يتحكمون بعربها.
في القدس يتقدم الرجال والنساء والأطفال ويقاومون بالحجارة، والسيارات التي ينقضون بها على المستوطنين، والجنود الصهاينة القتلة، بينما ( مجاهدو) أمريكا، وأردوغان، وآل سعود و..حمد، ومن بعده المحروس ابنه ( المفكر) القومي الفرخ تميم!
في القدس يخوض الفلسطينيون، مسلمين ومسيحيين، معركة عروبة القدس، وإسلامية ومسيحية مقدساتها، بينما ( المجاهدون) يتعالجون في مستشفيات الكيان الصهيوني، ويشكرون نتينياهو على سخائه وأريحيته، ويتغزلون بفضائله، ويبذلون جهودهم بدعم ( كريم )منه لإقامة ( شريط) فاصل بين كيانه وسورية العربية، بحيث يضمن راحة البال، ودوام الاحتلال للجولان!
ماذا بقي مغطّى من خيانات هذه القطعان المتوحشة التي تذبح مئات الرجال والنساء والأطفال من قبائل عربية عراقية مسلمة دون اهتمام بطائفتها؟!ماذا بقي لم يفتضح من سلوك هؤلاء وانحطاطهم  السلوكي والنفسي والأخلاقي، وهم يذبحون المسيحي، والإيزيدي، والصابئي، والمسلم السني والشيعي، والعلماني، والمثقف، والطبيب، وهم يسبون النساء ويبيعوهن في أسواق النخاسة؟!
هذا هو جهادهم، وهؤلاء هم، وهذا هو مشروعهم التدميري في بلاد العرب…
القدس تفضحهم، والأقصى يزيدهم عارا على عارهم، فهم يشيحون بأنظارهم عنه،  ويصمون آذانهم عن صيحات استغاثاته، لأنهم دُرّبوا وسُفّروا وسلحوا ومولوا، ويعالجون إن جرحوا في مستشفيات العدو الصهيوني..لهدف واحد يعرفه قادة جهادهم المتذابحون على ( الأنفال) و( الأسيرات): خدمة أمريكا والكيان الصهيوني.
هي مسيرتهم ، منذ كفّر قادتهم ( الفدائيين ) الفلسطينيين، وأفتوا بعدم جواز الصلاة عليهم.واعتبروهم( فطايس) عند استشهادهم!..لأن الجهاد عندهم يبدأ من أفغانستان..فطرد السوفييت هناك أهم من طرد الصهاينة محتلي فلسطين وبيت المقدس!.
في أفغانستان نصروا أمريكا على صديق العرب الاتحاد السوفييتي، واليوم ينصرون أمريكا والصهاينة وتركيا الأردوغانية على العرب في أهم مواقع صمودهم، وآخرها: سورية!
ولكنهم حتما سيفشلون، وتذهب ريحهم جميعا، ومن سورية سيبزغ فجر عربي جديد..يشرق نوره على سماء القدس، والأقصى والقيامة..وأكناف بيت المقدس.