تهب الرياح من كل اتجاه : هكذا افكر انا

التصنيف : اراء حرة (:::)
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك (:::)
الأيام تمضي كهبة ريح ، أَتَذكر وكأنها البارحة تهنئتي بعيد الإضحى المبارك العام الماضي ، لكن لا بأس أن مضت الأيام ما دامت تأتي بفرحة ، ونشكر الله أنه أمد في أعمارنا لنقدم تهنئة بعيد الأضحى المبارك هذا العام ، تهنئة من القلب لكل الإخوة المسلمين ، إخوة وأصدقاء وأحباب ، شركاء الوطن ، وعلى مستوى العالم كله ، تهنئة خاصة إلى أُسرة كل شهيد كان معنا العام الماضي وضحى بدمائه من أجل الوطن ليُعيد في المكان الأفضل هذا العام . تأخذني هذه المناسبة للتأمل ، الأب يمسك بالسكين وقاب قوسين أو أدنى تكاد تمس شرايين الحياة في عنق الأبن ، يردد في داخله لا أستكثره عليك يا ربي ، أنت منحته الحياة ومن حقك أن تستردها ، وبالرغم من أنه الإله الواهب للحياة لكل البشر ، لم تطاوعه محبته الإلهية أن يحرم الأب من ابنه وأرسل اليه  كبشاً ليكون الأضحية . يشدني التأمل بقوة إلى الجانب المظلم والحالك في الظلام ، داعشي دموي أو إرهابي قاتل من مختلف التسميات والجبهات قُيد في دفتر مواليد البشر خطأ يمسك بالسكين وهو يُكبر لينحر عنق إنساناً جيئة وذهاباً وكأنه يعزف على الربابة لحن الشياطين والأبالسة ، كباش العالم كله لا تُغريه بأن يطلقه ويترك له روحه ، الحالة الوحيدة التي يمكن أن ترتخي فيها يده لا إرادياً وتسقط السكين هي ظهور طالبة لجهاد النكاح أمامه فتنتصب كل شرايين جسده وخاصة شريان الجنس ويقفز قفزة الثور الهائج مردداً ” لبيك اللهم لبيك ” ، مع الاعتذار لاستخدام هذا الدعاء في هذا الموضع لكننا جميعاً نعرف ونعلم جيداً أن هؤلاء القتلة لهم آلهة أخرى لا تمت بأي صلة للسماء ، سنوا لأنفسهم عقيدة أخرى لا تنتمي لإي عقيدة أو ديانة ، وإلا ما كنا تجرأنا وقلنا ” هو دين أبوكم أسمه إيه ” ، حقيقة لا جدال فيها . المسلمون يؤدون صلاة العيد ثم ينحرون أُضحياتهم ليذهب منها ما قُرر شرعاً إلى أفواه الفقراء وقد يزيدون عليه  ، ماذا يقدم هؤلاء الذين يدعون الإسلام ولا يمتلكون منه سوى مجرد اسم يتاجرون ويستدرجون به أرجل السذج والجهلاء إلى جحيم أفعالهم ، المسلمون يقفون فوق جبل عرفات يستغفرون ربهم عن ذنوب وخطايا قد لا تعدو بعض الأفعال البسيطة التي يفعلها كل البشر ، إذا تجرأ هؤلاء ووقفوا فوق الجبل عن ماذا يطلبون المغفرة ؟! ، عن تزوير تعاليم الدين أم عن دماء سالت وملأت الأنهار !! ، عن زنا يرتكب باسم الدين !! ، أم عن لحي مستعارة لو وضعت على ذقن تيس لأصابته الكآبة وانتحر!! ، المسلمون ينتظرون العيد ليبتهجوا به دينياً واجتماعياً وقد تهفو نفوس الكبار إلى العودة بالزمن وارتداء ملابس الأطفال في اشتياق للفرحة دائماً ، ماذا ينتظره هؤلاء في الأعياد ؟ هل يبهجهم تشريد الأسر! ، هل يبهجهم إدخال الحزن إلى القلوب! ، هل بحرمان الأفواه الصغيرة من الغناء ” أهلاً بالعيد “! ، لقد أرضى ابراهيم ربه وكاد أن ينحر ابنه من أجله ، وهؤلاء يرضون الأبالسة والشياطين بنحر الأبرياء . كلمات أتعشم أن توضح الفارق بين الدين والضلال باسم الدين ، بين المسلم الذي يرضي ربه وبين من يدعي ليُرضي نوازع الشر ! .أجمل التهاني بعيد الأضحى المبارك .
edwardgirges@yahoo.com