ولاء

التصنيف: الشعر (:::)
شعر : عبد الرحيم الماسخ   – مصر  (:::)
بلادي , وهي للآتي بلادُ
بقلبي من مَحبَّتِها اتِّقادُ
فتحتُ على مَفاتنِها عيوني
وأغمِضُها , وما اكتملَ المرادُ
فآمالي ببحرِ العُمر موجٌ
يُهَدْهِدهُ افتراقٌ واتِّحادُ
وأحلامي سماواتٌ , عُلُوِّيْ
بها بعد العُلوِّ هواهُ  زادُ
مِهادُ طفولتي , مَرْعَى شبابي
رياضُ مَحبَّتي , سقفٌ ,  ِوسادُ
عشقتُ بها ـ بعِشقِي حضنَ أمِّي ـ
علاماتِ البُطولةِ إذ تُعادُ
وحين يمَسُّ بسمتَها غُبارٌ
فيكْسِرُ موجةَ العُمرِ ارتدادُ
أبيْ  ُيلقِي عصاه بكلِّ ريح ٍ
فيُعْشِبُ حَرَّ جَذوتِهِ الرمادُ
فكيف أفيْ بلادي يا وفاءً ؟
وأسْعِدُها , وقد هجرتْ سُعاد ُ؟
منحتُ عيونَها قلبي رحيقًا
وظَلَّ الشهدُ يرشفهُ الحِدادُ
على ماض ٍ مضَى .. والشرقُ تحنو
لهُ الدُنيا , ويتبعهُ المُرادُ
وحطَّ الليلُ فوقَ الليل ِ , حتّى
تزلّجَ في مُلاءتهِ  السوادُ
وعادَ الصُبحُ مُختلفَ الزوايا
كأنّ غُصونَهُ  أكلَ الجَرادُ
دُوَيلاتُ ممزقة ُ الأماني
يُعاني من تناحُرِها الرشادُ
وآمالٌ تموتُ بما تُعاني
فلِلآلام ِ بالأمل ِ انفرادُ
وجهدٌ خارقٌ يفنيه ِ جهدٌ
يُسَمِّنهُ .. ليأكُلَه ُ العِنادُ
وأحلامٌ مُعَلّقة  ٌ , عليها
ترابُ الصمتِ يحبسهُ البُعادُ
ونسمعُ كلَّ يومٍ عن جديد ٍ
فأين الشرقُ من مجدٍ يُشادُ ؟
ونتركُ بعضَنا للغدرِ صدرًا
يثورُ ,  وعن مَواقفهِ  يُبادُ

وننتظرُ انتصارًا دُونَ جهدٍ
فكيف يُخالِفُ الغرسَ  الحصادُ ؟
فهبُّوا يا حُماة َالشّرق ِ هُبّوا
فمِن أمراضِنا أسِفَ الجمادُ !
****************************