فلسطين : القضية التي قسمت العالم

التصنيف : اراء حرة (:::)
محمد بونوار – المانيا (:::)
اولا وقبل شيئ لا يمكن لاي اٍنسان يتعاطى مهنة الكتابة أن يغض البصر عما يقع للفلسطيين بقطاع غزة , والذين  يعانون من جراء القصف الاسرائلي بواسطة الطائرات والمدافع والصواريخ وغيرها  من أسلحة الذمار الشمال , أمام مرئى العالم .
خاصة ان دور الوسائط المتعددة والمواقع الاجتماعية والاذاعات الملتقطة عبر الاقمار الاصطناعية , قد ساعد على نقل الخبر بالصوت والصورة الى آخر نقطة فوق الكرة الارضية .
قضية فلسطين هذه المرة قسمت العالم الغربي الى قسمين , هناك قسم يندد بالعدوان الاسرائلي ويعتبر أن ما تقوم به دولة اسرائيل هو  جريمة حرب في حق الانسانية , بل اٍبادة جماعية , ومع كامل الاسف , ورغم وجود قوانين في هذا الباب اٍلا أنها لا تطبق ولا يجرأ أحد على تحريكها .
الطرف الكبيرفي العالم الغربي الذي يقف الى جانب الفلسطينين هم عامة الناس , وقد نظمت من طرف شبكات المجتمع المدني مظاهرات عارمة في كبريات المدن العالمية بأمريكا وانجلترا وفرنسا وألمانيا وبلجييكا , وللائحة طويلة طبعا .
الطرف القليل  في ذات المجال هم الساسة , نعم ساسة العالم الغربي والذين يدلون ويصرحون بنفس الكلام : اٍسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها .
حتى لا ندخل في التفاصيل لماذا قال … , وماهي الاسباب والدوافع التي تقف خلف ذالك ؟  لان  الموضوع  سوف يجرنا الى كتابة بحث طويل عن هذه العقدة , نكتفي برسم الاطار العام لمعطيات الاحداث .
أولا , ما يجب معرفته هو أن القوانيين الدولية يتم خرقها في بعض الحالات خرقا مميعا دون غضاضة وأمام العالم , ونحن اليوم نعيش هذه الحالة بالصوت والصورة    .
من جهة ثانية , ما يسمى بالمنتظم الدولي كهيئة الامم المتحدة , فما هي اٍلا  أكذوبة , وألعوبة بقوانينها ومواثيقها ومعاهداتها واجتماعاتها .
قضية فلسطين كشفت خبايا وأسرار جديدة في العالم العربي والاسلامي , حيث يتبين يوما بعد يوم مدى كراهية بعض حكام العرب للشعب الفلسطيني , بل أكثر من ذالك هناك من يود  ويتنمى ويرجو ويطلب أن تقبر اسرائيل  الشعب الفلسطيني عن آخره , وكديليل على  ذالك هناك منعا قاطعا لاي مظاهرة أو وقفة احتجاجية لصالح فلسطين في كثير من الدول العربية والاسلامية , بل هناك من يتجرأ  علانية بواسطة الاعلام الرسمي  على التحريض على قتل الفلسطينين ودحرهم وتخريب بيوتهم و…
قد يتسائل الكثير من الناس عن الاسباب التي تدفع الى هذا المنحى الغير السليم والغير المنطقي . الجواب بسيط من كان بيته من زجاج فهو يخاف الرياح , وليس من صالحه أن يقذف الاخرين بالحجارة .
كثيرة هي الانطمة العربية التي لم تعد لها مصداقية , بل وهناك من يجر بسياسته شعب بكامل الى الهاوية .
منع المظاهرات ليست بالحل الوسط .كما أن الوقوف مكتوف الايدي ليست من أدبيات السياسة الدولية , خاصة في ظروف صعبة تمر بها المجتمعات العربية والاسلامية .

محمد بونوار من المانيا
كاتب ومستشار ثقافي