التصنيف : اراء حرة (:::)
محمد بونوار – المانيا (:::)
الموقف الرسمي المغربي الشجاع من القضية الفلسطينية من جهة وتراجع الدول العربية بما فيها مصر – أم الدنيا – من جهة ثانية , يدفع الى التفكير بأن دولة المغرب يمكن ان تحتل مكانة مرموقة في العلاقات الدولية والجيو سياسية مستقبلا , وهي نقطة تحسب للشعب المغربي والسياسة الخارجية التي تنهجها الدولة .
لكن هناك أمور محلية يجب محاربتها بسرعة حتى لا تقع انتكاسة في ذاكرة المواطنين من خلال استعمال السلطة في استغلال المواطنين من طرف بعض أعوان الدولة في مجالات مختلفة , وبطرق ملتوية تارة لتصفية حسابات سياسية وتارة لتطعيم الحسابات الشخصية .
في مقدمة التلاعبات والفساد الاداري تأتي الفئة المشرفة على مشاريع التأهيل الحضري في بعض المدن كالصخيرات وسيدي الطيبي ومدينة أصيلا وتطوان وبرشيد ,وهناك أيضا الترقيات الغير العادلة والموظفين الاشباح ونجاح المهندسين المشكوك في بعض المدارس و…
مع كامل الاسف نجد أسماء كان من المنتظر أن تدافع عن مصالح المواطنيين بكل ما أوتيت من حكمة ورزانة وشفافية , لكنها في واضحة النهار تتعمد خرق القوانيين المسطرة في البنود لصالحها , أو لمصالحها غير عابئة بالفترة التي يجتازها المغرب والخصوصية التي يتميز بها .
الصحافة الالكترونية والمواقع الاجتماعية تفضح بجلاء جميع التلاعبات في استغلال السلطة بجميع اشكالها , ولم يسلم من هذا الموضوع بعض المشرفيين على القنصيليات المغربية في اروبا .
السؤوال الذي يطرح نفسه بالحاح وبشكل طبيعي , ماهو دور أجهزة الدولة في تثبيت العدالة والامن والقانون ؟
لقد كتبنا قبل أيام مقالا مطولا تحت عنوان – الثقافة هوية دولة وشعب – وشرحنا فيه بما فيه الكفاية بأن تراجع أو تراخي آداء الدولة في واجباتها يفتح باب الفوضى ويأجج الشعور بعدم الرضى ويساعد على تفاقم اليأس والغضب في نفسية المواطن , وكلها عناصر تنمي نزعة الابتعاد عن الانتماء والمواطنة .
بالمناسبة هناك من يحاول جاهدا أن يفهم ظاهرة الامتناع أو عدم مشاركة المواطنيين في الانتخابات التشريعية أو الخاصة بالجماعات القروية , وربما من هذا المنطق يمكن لآي كان ان يكون على بينة وعلى يقين و يؤمن أن أبعاد استغلال السلطة بغير حق هو من العناصر التي يمكن أن تعطي هذا النوع من النتائج مباشرة .
تأتي هذه الامور في الوقت الذي تقترح بعض الاحزاب المغربية على تخاذ إجراءات زجرية ضد المتخلفين عن التصويت، مطالبة بضرورة التنصيص على إجبارية التصويت . دون الرجوع الى معالجة المشكل من الجذور , ألا وهو معاقبة المنتخبيين أو فصلهم أو محاكمتهم عند استغلال النفوذ والسلطة بدون وجهة حق .
من وجهة أخرى وكما سبق ذكره في البداية أمام المغرب فرصة سانحة للصعود الى مركز الزعامة والريادة بالنسبة للدول العربية والاسلامية التي اصبحت غارقة في مشاكل داخلية متشابكة ألهتها وقوضت من قوتها وفقدت معها كل تركيز , وأحرجتها في أتخاذ موقف رسمي بخصوص القضية الفلسطينية .
وهي مناسبة كبيرة ايضا لاحتواء الوضع العربي والافريقي والذي يمكن أن يعيده – أي المغرب – الى حضيرة الدول الافريقية , ولم لا الفوز بريادة مجلس الجامعة العربية .
————————
محمد بونوار من المانيا
كانب ومستشار ثقافي