السيسي وبداية العهد السيء

 

التصنيف : اراء حرة (:::)
بقلم : ابراهيم الشيخ – فلسطين المحتلة (:::)
عندما وصل الاخوان المسلمون الى  سدة الحكم في مصر قبل سنتين ارتفعت الاصوات  داخل مصر وخارجها حول  مستقبل وامكانية الغاء كامب ديفد، لأن هذه الجماعة دائما كانت ترفع شعارات ضد  دولة الاحتلال الاسرائيلي، ولكن خلال سنة من الحكم لم تعمل على الغاء هذه الاتفاقية ومن غير المعروف كيف كان حكم مرسي سيتصرف لو استمر في الحكم ولم يحصل الانقلاب.
ولكن بعد الانقلاب ومجيء السيسي الى الحكم انقلبت الموازين ولم يُسمع أي صوت لا داخل مصر ولا خارجها تدعو السيسي الى الغاء هذه الاتفاقية، وانما يجري التطبيع مع دولة الاحتلال  بشكل جيد وتحترم مصر المعاهدة بكل مساوئها في مقابل الجزرة التي حصلت عليها أي المساعدات المادية من الولايات المتحدة  مقابل صك الاستسلام والابتعاد عن محاربة اسرائيل، والهدف الرئيسي الذي سعت اليه الولايات المتحدة واسرائيل من خلال هذه المعاهدة هو ابعاد اكبر دولة عربية عن دائرة الصراع العربي الاسرائيلي وفرض الاستسلام على العرب.
ان الهجوم على قطاع غزة يعتبر الاختبار الاول للسيسي، ولكنه في اول اختبار يسقط سقوطا مدويا، وهو الذي رفض منذ بداية الهجوم الاسرائيلي على غزة التوسط مراهنا على تدمير قوة حماس، وبالتالي التوقع بأن تقوم حماس بقبول اي مبادرة لوقف اطلاق النار، ولكن حصل العكس واضطرت مصر بضغوط اسرائيلية وامريكية  الى اعلان المبادرة  التي صيغت بالتوافق مع دولة الاحتلال، ووصل الاستهتار بالقيادة الى عدم التشاور وعرض بنود اقتراح وقف اطلاق النار على الفصائل الفلسطينية.
فعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يبدو اسوأ من نظام حسني مبارك الذي كان يغض النظر عن الانفاق في بعض الاحيان ولم يدمرها،  وكان يفتح معبر رفح اكثر من الوقت الحاضر، ولم تعمل حركة حماس على ما يضر الامن القومي المصري، ولكن في عهد السيسي تم تدمير جميع الانفاق والمعبر مغلق حتى امام الحالات الانسانية، ويعتبر هذا مشاركة في الحصار التي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة.
ان العداوة التي يكنها السيسي للاخوان المسلمين يجب ان لا تعميه عن الحقائق، لأن سكان غزة ليسوا كلهم حركة حماس، وحتى لو كانت حماس تنتمي الى الاخوان المسلمين وفي هذه الظروف التي تتعرض لها من حرب مجنونة من قبل اسرائيل يجب عدم الوقوف الى جانب العدو الصهيوني الا اذا كانت مصر تعتبر دولة الاحتلال ليست عدوة للامة العربية، وحركة حماس هي العدو.
ومن منطلق العداوة للاخوان من قبل نظام السيسي، اصبح هناك هدفا مشتركا بين اسرائيل وهذا النظام وهو محاربة حركة حماس وتدميرها، هذا الهدف مفهوم من ناحية ما تقوم به اسرائيل لانها لا تريد اي مقاومة للشعب الفلسطيني لكي تعيش دولة الاحتلال بهدوء وعدم ارجاع الحقوق الى اصحابها، وانما الغير مفهوم هو لماذا مصر تعمل ليس فقط على عدم مساعدة الفلسطينيين بمقاومة المحتل، وانما تعمل بالتضييق على هذه المقاومة وتدميرها، و تتذرع القيادة المصرية الحالية بأن حماس اخوانية، ولكن الذي يجري هو تدمير أي مقاومة تريد محاربة اسرائيل بغض النظر عن ايدولوجية هذه المقاومة اكانت يسارية ام سلامية.
ان التحريض على الاخوان في مصر انعكس على حركة حماس، وتعمل بعض وسائل الاعلام المصرية وبعض الصحفيين على تأجيج هذا الكره ضد حركة حماس دون التفكير بأن هناك عدوا يتربص بكل الدول العربية، وان الاختلاف مع جماعة أو اي حزب يجب ان لا ينسينا ويحيد البوصلة  عن العدو الحقيقي.
الكل اراد التغيير في الوطن العربي وتغيير الدكتاتوريات، وان البعض في مصر رأى في السيسي منقذا للشعب المصري، فلن يستطيع السيسي انقاذ مصر من الأزمة الاقتصادية دون المعونات الخارجية، ولذلك ستبقى سياسة مصر مرتهنة للخارج وتنفيذ ما يفرض عليها، فالسيسي يجب الوقوف الى جانب المظلوم فيما يخص القضية الفلسطينية والضغط على دولة الاحتلال، ولا يجب فقط تأدية وظيفة ساعي البريد والوسيط  بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني، وعدم الوقوف الى جانب عدو غاشم يريد اضعاف هذه الامة.
الشعب الفلسطيني ايضا اراد التغيير واراد من ينقذه من محنته، ولكن يبدو ان ما يسمى بالربيع العربي والتغيير اصبح يشكل وبالا على القضية الفلسطينية، واصبحت القضية الفلسطينية عبئأ على الدول العربية، واصبح البعض يجاهر بعلاقاته وصداقاته مع هذا العدو دون خجل أو وجل.

ابراهيم الشيخ