التصنيف : دراسات (:::)
بقلم : حيدر زكي عبد الكريم – العراق (::::)
•مسيرة الجامعة العربية والمشاريع الوحدوية
فيما مضى ..اقترحت سوريا اسم “التحالف العربي” أما العراق أرادت الاسم “الاتحاد العربي”، إلا أن الوفد المصري رأى أن اسم “الجامعة العربية” الذي تقدم به أكثر ملاءمة من الناحية اللغوية والسياسية ومتوافقا مع أهداف الدول العربية، وفي النهاية وافق الجميع على هذا الاسم بعد أن نقحوه من الجامعة العربية إلى جامعة الدول العربية. أصدر المندوبون العرب الذين حضروا اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام بالإسكندرية بروتوكولا عرف باسم بروتوكول الإسكندرية ينص على موافقتهم على إنشاء جامعة للدول العربية.
ومن قصر الزعفران التاريخي بالقاهرة عام 1945 انبثق ميثاق جامعة الدول العربية .. وعند إلقاء نظرة على مسيرة جامعة الدول العربية ، يمكن القول إن هذه الجامعة ولدت وهي تحمل بذور ضعفها قبل أن تكون خطوة أولى على طريق الوحدة العربية . حيث أدت مسيرتها إلى إعاقة قيامها منذ بدء نشأتها تحمل بذور الخلافات والشقاق بين الأقطار العربية نتيجة تنافس بعض الحكومات على زعامتها آنذاك
وفي كل الأزمات العربية كانت الجامعة مشلولة الإرادة سواء على صعيد القضايا العربية المصيرية أو الخلافات العربية والصراع مع إسرائيل وعلاقات الأقطار العربية مع الدول المجاورة للوطن العربي مثل تركيا وإيران والدول الأفريقية .
حاولت بعض الأقطار العربية إن تخرج خارج الجامعة لإقامة أنواع متقدمة من التنسيق والتعاون سواء على صعيد ثنائي او جماعي ، وعلى سبيل المثال فقد اتفقت الحكومتان المصرية والسورية على قيام اتحاد بينهما مطلع شباط 1958 وانبثقت الجمهورية العربية المتحدة واستمرت إلى أيلول 1961 بسبب الانفصال ،كما جرت محاولات أخرى في عام 1963 جرى الاتفاق بين الأقطار سورية ومصر والعراق على إقامة وحدة اتحادية وعلى ميثاق لها في 17نيسان 1963 ، إلا أن الخلافات دبت بين أطرافه قبل أن يرى النور . وجرى مثل ذلك بين العراق وسوريا عام 1979 وعقد حينها الميثاق القومي وانفرط عقده . كما جرت محاولات بين أقطار ليبيا وسورية ومصر والجزائر لإقامة اتحاد رباعي لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية آنذاك .
أما المشاريع المهمة التي كتب لها النجاح على حد وصف احد الباحثين هو قيام الإمارات العربية عام 1971 ومجلس التعاون الخليجي عام 1981 في الوقت الذي فشل مجلس التعاون العربي المنبثق عن العراق والأردن واليمن ومصر عام 1990 وتعثر مجلس التعاون ألمغاربي الذي انشأ عام 1989 والذي يضم المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا بسبب مسالة الصحراء المغربية الكبرى .
ومن الجدير بالذكر كانت هناك مشاريع وحدوية ثقافية أكثر تاثير في واقع حياة مجتمعات تلك الأقطار ومنها على سبيل المثال ” المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التي انبثقت من مشروع الوحدة الثقافية العربية عام 1975 ” وايضا “مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي الذي اسس عام 1975 ومقره مدينة الرياض ”
وبالرغم من محاولات الجامعة العربية لإيجاد بعض الحلول للمشاكل الا انها من وجهة نظر البعض حلول ترميم .
ونأمل بالمستقبل القريب أيجاد الحلول الجذرية لقضايانا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحقيق متطلبات التنمية البشرية والاقتصادية ،من خلال النهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية وذلك بتطوير المؤسسات الاجتماعية وتحديثها وتطوير منظمات المجتمع المدني لكي تنهض بأدوارها السياسية والاجتماعية .
حيدرزكي عبدالكريم
العراق