قصائد: للشاعر عبد الرحيم الماسخ

 

التصنيف : الشعر (:::)

شعر : عبد الرحيم الماسخ – مصر (:::)

بللٌ أصابني

فكيف لا أقاومُ البللْ ؟

مِظلَّتي في الليل عارية ٌ

وتطفو الريحُ في جلبابها

فكيف لا تطفو ؟

دموعي عن ملاحقة الأحِبّة لا تجِفُّ

فكيف حُبِّيَ انتهى ؟

بللٌ وأظمَأني

فجرَّحني الغِناءُ وما اكتملْ

لأحِبَّتي في جنةِ الأحلام نورٌ

والكواكبُ لا تدور

مع احتمالاتِ الإقامةِ في الكلام

والارتحالِ من الظلام إلى الظلام

تثورُ

يمسكُها الأملْ

بللٌ : غبارُ البُعد في عين الحنين

وذكرياتُ العائدين إلى رياضٍ لن تكون

وأغنياتُ الفجر في ليل السكون

فكيف أمسكُ حلميَ الطافي على عُرف الهواء ؟

يشقُّ بي سُحبا

ويُوغلُ صوبَ عين الشمس

تمسكُني ُشُظى حِسِّي

فتلحقني ابتهالاتُ الشتاء

فلا أعودُ ولا أصِلْ !!

******************    لمسة ُ يد                                   لا تفلتي أصابعَك

فللرسالةِ اكتمالٌ كلَّما انسالَ ارتبكْ!

تعثرَتْ ُخطايَ نحو فرحتي

فنبضُ كفّكِ استراح

والهوى في العين ساح

والفؤادُ غارقٌ بلوعتي !

عيونكِ : القطُوف

خدّاكِ : اشتعالُ الوردِ هزّه الرفيف

عطرُكِ : الشمسُ

الرياضُ بيتُها

وشَعْرُها الغيمُ المُنضَّدُ الوريف

خطُوكِ : الظلُّ

الضياءُ خلفه

أمامه البحرُ المُمَوَّجُ الرهيف !

يا يدِي .. أصيح

وهي ساهِمَهْ

منذ ارتوتْ فأظمأتْ

تعجَّلتْ فأرجأتْ

وأصبحتْ تسيرُ وهي نائمهْ

من حقِّها

فحين صادتِ الجمالَ

والحنانَ

والنُّهى

أهدتهُ ما ملكتْ

فأفرغتِ الحياةَ كلَّها

ليغرسَ الحنينُ في حُقولِها مَواسِمَهْ !!

إماتة

صاح : أمِّي

ونام على حِجرها

بين عينيه ثقبٌ ينزُّ دمًا

وصديدا

وقال ـ كمن شقَّ عن حلُمٍ يقظًة ـ

سأموتُ وحيدا

ومن جيبهِ سقطتْ خرقة ٌ

ونقودٌ مُفكَّكة ٌ

وارتعاشٌ يأرْجِحُ شكواه :

أمَّاه لم أستطعْ فعلَ ما يأمرون

فألقى بيَ القاتِلون من الأرضِ

صوبَ السما !

يتعالى الصياحُ : أتى

وعلى لهفةٍ أمُّه تتدحرجُ : جاءَ ؟

وإذ خرجتْ لم تُناجِ السماءَ

لتحفظَ أغلى فتى !

سفرٌ أو سفر

يا بلادًا  ُنغنِّي اسمَها

وهي تطعننا واحدا واحدا

قبلَ سهم القدرْ !

كلُّ أحبابنا انحدروا في مدار الرغيف

ولم ينزل السيلُ بعدُ

فمِن أين هذا النزيف ؟

الذي مات في الحرب نعرفُ قبرًا لهُ

وُنحدِّثُ عن موتهِ الآخرين

نقول : افتدانا ليرعى الزمانُ المكانَ

فماذا نقولُ عن السابحين مع الماءِ والنار

بين الأسى والحنين ؟

وقد خرجَ الظِلُّ من ظِلِّهِ

ضاربًا في الفراغ الطريِّ

يقولُ : أنا الأبديُّ

وللشمس سيفِي

وللجائعين رياحُ التقصُّفِ تحملُ ما لا تبيع

لينسى الرحيلَ الرجوعُ

إلى أيِّ صفِّ !

************************    تضامنّ

يا شهقةَ السماءِ في رئتي

فقدتُ مَوجتي

وظللتُ مُغتربًا ببيتي

لا أجِيدُ يقظتي وغفوتي

آهٍ عليَّ

تكسَّرَ الشوكُ الذي يبِسَتْ أظافرهُ

تساقطَ شعرهُ

انسدلت ْ حواجِبهُ

ومات

بمُقلتي !

وفي انتظاركِ

يا سَفينَ الروح في بحر المَهالِكِ

يا غناءَ الروضِ يخترقُ الخريفَ

الصامِتَ المحروقَ من كلِّ المسَالكِ

يا نداءَ الغيبِ يفتحُ بابَهُ

للخائفين مِن الهواء

القانطين من الدعاء

الهاربين من المساءِ إلى المساء

على النيازك !

باعَني قمري لليل

باعني عطَشي لسيل

باعني شوقي لمَيل

باعني عمري لموتٍ دون قول

ساقنِي أبكي بسهلِ النار

واسترضَى دموعيَ بالحصار

إلى التضامِّ

إلى التشابُك !!