ليبيا : مكب نفايات نووية

 

التصنيف : الجريمة (:::)

رشاد أبو شاور – الاردن  (:::)

في تصريح صادم أعلن رئيس أركان سلاح الجو الليبي أنه تم رصد سفن تلقي في المياه الإقليمية الليبية، وطائرات ترمي في الصحراء الليبية ، كميات من النفايات النووية، وأنه تم رصد هذه التحركات الخطيرة التي تنتهك مياه وأراضي ليبيا من قبل سفن وطائرات تابعة للكيان الصهيوني!

هذه الاعتداءات الإجرامية التي ينتهك بها الكيان الصهيوني الأراضي والمياه الليبية تقترف بدون رادع، ولا اهتمام بردود فعل محلية ليبية، أو دولية، فالكيان الصهيوني يمارس فعله بعد أن دمّر حلف الناتو ليبيا، وحطم قدراتها الدفاعية، وتركها حطاما وأشلاء لا نهوض منه إلاّ بجهود الشعب العربي الليبي مجتمعة، وباتحاد كل شرفاء ليبيا، وباستجماع الطاقات لإعادة بناء البلد الذي لم تمرع فيه (الديمقراطية)، بل أيقظت فيه كل نوازع الشقاق، والصراع ، والعشائرية، والجهوية، والانتهازية، والسباق على انتهاب الثروات وبيعها بأرخص الأسعار، وحرمان الشعب الليبي منها.

فقط الجهات التي دمرت ليبيا بحجة جلب الديمقراطية له، هي من ينهب النفط علنا، ويشجع ويرعى الخارجين على شعب ليبيا ومصالحه الوطنية، لتسهيلهم عمليات النهب في الموانئ الفالتة، ومن الحقول المختطفة، ولقاء حصة متواضعة مكافأة لهم على دورهم الخياني لوطنهم، وتسهيل نهب ثرواته!

عندما ينتشر الخراب في أي بلد عربي فتش عن المستفيد، وبدون كبير جهد ستكتشف انه الكيان الصهيوني، ولذا لا عجب أن يحضر التخريب الصهيوني في ليبيا التي وعدتها أمريكا، والناتو بسيادة زمن الديمقراطية، وانتشار العدل الاجتماعي، واستقرار البلد بعد رحيل العقيد القذافي الذي قتل بطريقة وحشية قصد بها إخفاء فضائح كان سيبوح بها لو خضع لمحاكمة عادلة، عن الرشاوى التي قدمها لحكام في الغرب: فرنسا، بريطانيا تحديدا..فهؤلاء القادة الديمقراطيون يرتشون بنذالة، ويبيعون من يرشونهم، ودأبهم التخلّي عن أي حليف، أو صديق، أو من يقدم لهم خدمات..حين يحين الحين، أي حين تنتهي صلاحيته!

الغرب الاستعماري الإمبريالي النهّاب، الذي أنهك شعوب آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، والذي حرمنا نحن العرب من التقدم، وتآمر على كل خطوة للأمام تخطوها، لم يكن ممكنا أبدا أن ينحاز لشعب ليبيا لينهض، ويبني بلده، ويمتلك ثرواته، ويتحكم بنفطه.

والكيان الصهيوني ما كان له أن يخرج من ( المولد) بدون مرابح، فاختار أن يحول ليبيا في غفلة من المتصارعين على الحكم، الذين يغرقون بلدهم في الدم، ويمزقون وحدة شعبهم، ويفتحون بوابات بلدهم للاستعمار القديم للعودة من جديد..الكيان الصهيوني هذا (يزرع) في أرض ليبيا، أرض عمر المختار، وبحر ليبيا..النفايات النووية لتكون مباءة، وموتا، وتلوث لمئات السنين، وسموما في الزراعة، وأمراضا فتاكة في الأجساد، وتشوها في الأجنة، تماما كما فعلت أمريكا في العراق وشعبه.

الحمد لله أن صوت رئيس أركان سلاح الجو الليبي ارتفع فاضحا الكيان الصهيوني، ومنبها شعب ليبيا، ومذكرا ضمنا بأن الكيان الصهيوني عدو لليبيا ..كان، وما يزال، وسيبقى دائما عدوا لكل أمتنا العربية، طبعا باستثناء الخونة الذين يمضون في ركاب أمريكا وحلف الناتو، ويطالبون بالتدخل لتدمير بلادهم، وحكم آل سعود الذي بات حليفا معلنا للكيان الصهيوني!