الاردني يتسول والملك يتجول

 

التصنيف : اراء حرة (:::)

بقلم : يزيد الراشد الخزاعي – الاردن (::::)

لا نعلم إلى أين تتجه بوصلة النظام الأردني المتساقط يوماً بعد يوم، نشعر بالخزي إلى ما آل إليه وضع الأردن من تبعات الفساد والعُهر السياسي المتبع وبحدة خاصة في الآونة الأخيرة. يا سادة لقد تحمل الأردن ما تحمل وكان دائما الجسر والسند لكل الشعوب والدول العربية الشقيقة وأنا هنا أتحدث عن الشعب الأردني لا النظام الأردني لأن النظام الأردني للأسف إعتاد التسوُّل وإستغلال الأزمات والنكبات العربية  حتى قبل النكبة الفلسطينية عام 1948م وذلك للإستفادة من القروض والمنح والمساعدات الدولية لتغطية مصاريف القصر الملكي والمسؤولين من وزراء وأعيان ونواب وحاشية ملكية ترتع في ربوع الوطن وتتمتع بملايين الدنانير بينما يرزح أبناء الشعب الأردني تحت مظلة الفاقة والعوز والبطالة والتهميش الإجتماعي الحقير والمقصود والمتبع ضد النخب والكفاءات السياسية والأكاديمية الشريفة من أبناء الوطن!

يتحدث المُطبِّلون والراقصون والمنافقون للملك عبد الله الثاني وحكومته بأن الأردن هو بلد الأمن والأمان ويصفقون يومياً بشكل مضحك لترويج صورة كاذبة عن ديمقراطية غير موجودة أصلاً في الأردن، إن الأردن يا سادة للأسف إعتاد النظام الأردني فيها وبكل أجهزته وبتوجيه من القصر الملكي إعتاد محاربة كل أردني صاحب فكر أو رؤية سامية منتمية للأردن فأين الديمقراطية يا عبد الله الثاني في مملكة يُؤّجر فيها أبناء القوات المسلحة الأردنية للأمم المتحدة للقيام بعمليات حفظ السلام عبر العالم وفي نفس الوقت تأخذ جزء من مخصصات كل فرد وضابط أردني حيث أن المخصصات المالية من الأمم المتحدة لكل فرد وضابط أردني لا تذهب جميعها لهؤلاء الأفراد والضباط بل يتم الإقتطاع منها لتمويل القصر أي أن ضُباطنا وأفراد قواتنا المسلحة الأردنية للأسف يُرسلون كمرتزقة لحماية مهام السلم العالمي ونحن في الأردن كأردنيين لا يوجد لدينا سلام مجتمي أليس هذا مُخجلٌ ومعيب؟ أين العدالة الإجتماعية في الأردن حيث يُؤتى بالمسؤول من الشارع ويُنفخ ويُكبّر ويُلمّع ويُخلق خلقاً كون الملك عبد الله الثاني يريد هذا المسؤول لمعرفة شخصية به ويروق له من أمثال باسم عوض الله وعقل بلتاجي وعماد فاخوري وغيرهم من الشلل التي تتلاعب بالوطن ليلاً نهاراً فأين إرادة الشعب الأردني من كل ذلك؟؟ لماذا كل هذا التجييش للدولة الأردنية ولماذا كل هذه العسكرة للدولة؟ لماذا تُوجّه المخابرات العامة الأردنية لقمع الشعب الأردني وفي الأصل مُهمتها هي حماية الشعب الأردني لا نحره؟ لماذا يُوجّه جهاز الدرك الأردني لإذلال الشعب الأردني وقمعه وتعذيبه كما حدث أخيراً في مدينة السلط؟ لماذا كل ذلك يا عبد الله الثاني؟ لماذا يا عبد الله النسور؟ أليس ما يحدث في رئاسة الوزراء والديوان الملكي فساد؟

إن القوات المسلحة الأردنية وجهاز المخابرات الأردنية و جهاز الدرك الأردني يجب أن تكون جميعها أجهزة خادمة للشعب الأردني لا قاتلة له، في كل ركن في الأردن وفي كل بقعة الأردني مُلاحق ومهدد أمنياً ومحاصر إقتصادياً ومُراقب مخابراتياً خاصة إذا عارض ولو بالإشارة أو التلميح لأي شيء يتعلق بالملك، اعلموا بأن الأردني حر ولن يسكت على ضيم أو محاصرة إقتصادية او مُلاحقة أمنية ففسادكم مفضوح لكل دول العالم.

إن جرائم النظام الأردني قديمة من قدم طمس كل معالم الأردن وشخصياته وبواكير وجوده وليكن واضحاً للجميع وخاصة لمرتزقة وشلل النظام الأردني بأننا لسنا قادمين هُنا بشكل خاص لنقدم أنفسنا كاحفاد لراشد الخزاعي أو أي زعيم أردني تم طمسه وتدمير وجوده كحسين الطراونة وماجد العدوان وذوقان الحسين وغيرهم من ساسة الأردن والذين تم محو وجودهم من التاريخ الأردني لكننا صوت لكل أردني حر يرفض الخنوع والسكوت عن جرائم النظام الأردني والقصر بحقنا كأردنيين من كافة أصولنا ومنابتنا، فلم تُقتل عجلون وحدها ولم تنزف عجلون وحدها بل قُتِلت ونزفت كل بقعة شريفة رفضت الخنوع للنظام الأمني والمخابراتي الأردني الذي إبتدعه القصر الملكي لإرهاب الأردنيين الأحرار، فمن شمال الأردن إلى جنوبه إلى شرقه إلى غربه ومن مخيماته إلى بواديه ومن قلعة عجلون ستنتفض الأردن لترفض طوفان ظلمكم الذي أزكم الأنوف!

لقد تحمل الأردن الأزمة السورية بكل تداعياتها أكثر من أي بلد عربي آخر لكن لن يسمح الأردنيون بعد الآن تربح النظام الأردني على حساب القضية السورية فالحكومة الأردنية وشلة القصر يقومون بكل الإتصالات للحصول على منح وقروض ومساعدات دولية بحجة إحتضان اللاجئين السوريين ونرى ناصر جودة بطلته البهلوانية ولسانه المرقط بالسم يحرك طائرات الملكية الأردنية ليجوب العالم على حساب الشعب الأردني الذي لا يمثله ولا ينتمي له ومعروف دولياً بأن السفارات الأردنية مغلقة في وجوه الأردنيين بفعل إنجازات السيد ناصر جودة العتيد فسبحان الله عجزت الأردنيات أن ينجبن إلا أمثال هذا الوزير الذي خُلق وصُنع وضُخِّم ليحتكر وزارة الخارجية الأردنية وليبرطع فيها لسنوات عجاف ليتمتع بثروات الأردن ومناصب الأردن لا لشيء إلا لكونه من شلل القصر فقط وهذا مثل واضح لأزلام وشخصيات كُرتونية فرضت فرضاً لتمثيل الشعب الأردني ونقول لناصر جودة وأمثاله من شلل القصور الأردن بريء منكم وواقع الحال بأن النظام الأردني الآن يتسول الملايين من الدولارات حالياً لمصلحته الخاصة ولتمويل خزينة القصر الملكي وللتزود بوسائل حديثة لقمع وتعذيب الشعب الأردني والمعارضين الأردنيين وليس كما يقال بأن هدفه من هذه المساعدات هو إستضافة اللاجئين السوريين فيكفي تسولاً بإسم الشعب الأردني يكفي ورفاهكم من دماء الشعب الأردني وإستعبادكم له معروف وفاتورة حسابه الدولية بإزدياد!

هناك إمتهان للأردني من الملك ونظامه ولم يعد الأردني يقبل التبعية بدون الرد وبقوة… الأردن يعاني من مديونية تجاوزت 21 مليار دولار أمريكي والملك ومسؤولي الشوارع  يبذخون بالملايين من مكرماته التي لا يملكها فهل هناك قرف وخزي أكثر من ذلك؟

يصفقون ويطبلون ويهاهون للسيد والمواطن الأردني يُهجّر ويُحارب ويُحاصر بأقذر الوسائل يا من ملكتك الأردن المُلك، الأردني هو الملك ولن يمر قتل الأردنيين دون حساب دولي لهذه الجرائم المتراكمة… مطلوب وعي كامل من الأردنيين بأن حقوقهم مسلوبة وبأن ساعة التغيير قد دقت مدوية.

حسين عبد الله يدرس في جامعة جورج تاون الآن ولماذا انشئت إذن الجامعات الأردنية؟ الا ينبغي لمن عُين ولياً للعهد دون مشورة الشعب الأردني ألا ينبغي أن يدرس في جامعات الأردن ولو على الأقل إحتراماً للأردن والأردنيين؟ و رانيا ياسين تتسوق بالملايين دون حسيب ورقيب وبسمة طلال تكنز الثروات بإسم الجمعيات الخيرية وزوجها وليد الكردي غض الطرف عنه وغادر الأردن بملايينه ويزورها سرا من حين إلى حين ومسؤولي الديوان ورئاسة الوزراء يمرحون بالملايين زورا وبهتانا أليس هذا بفساد؟ إلى عبد الله النسور نقول بدلاً من التشبيح كرئيس وزراء للأردن ولبسكم لبدلات فاخرة واستخدامكم لسيارات فارهة وحراسات وبدلاً من إجرائكم لمقابلات تلفزيونية طريفة وبدلاً من نثركم ابتسامات استعراضية هوليودية أمام الكاميرات الأهم بدلا من ذلك أن تبحث في رئاسة وزرائك وأمينها العام وتربحه القذر وحرقه للكفاءات وشلله ومحاسيبه وأتباعه، وابحث أيضاً في تربح مسؤولي رئاستك من الوظيفة العامة وابحث في الفساد في مبنى رئاستك ومقدار التكسب الغير مشروع الذي تم فيها وانطلق بعدها للحديث عن إصلاح هزلي تتحدثون عنه، في مقابل كل ذلك نرى الأردني يتسول حقوقه تسولاً ولا يملك حتى رغيف خبزه فيا لها من مسخرة للقدر.

لو كان هناك أردني واحد قال لكم لا يا خونة فهذا وحده يكفي لأن اللا هي وصمة عار في جبينكم وأنا أعلنها لا مدوية و لا ألوم المعارضة الثورية أبداً لأنها أثبتت أنها ردة فعل وصفعة مدوية لكم على ما ارتكبتم من جرائم بحق الشعب الأردني وأبنائه، إن تاريخكم ملطخ بالخيانة والنهب والتزوير وتاريخنا يكفيه شرف أنه أردني قبل وجودكم. يكفي بطانة قذرة والأردنيون ليسوا قطيعاً من الأغنام ليُساقوا بل شعبنا شعب حر أبي سيكنسكم لأنكم كالعلقة بلا جذور أو حتى ملامح  فمن أُردنيٍ يتسول وملك يتجول سيزحف شعبنا الأردني العظيم ليدك الظلم وليحقق العدالة الإجتماعية والحرية بعد سنوات من العذاب والديون والتهجير والمحاصرة وتدمير الأردنيين يا خونة الاردن .

بقلم الكاتب والمفكر: يزيد الراشـد الخزاعي.

vipyazeed@gmail.com