تنويعات على قيثارة تشرين (6)

التصنيف : الشعر (:::)

نمر سعدي – فلسطين المحتلة (::::)

سربروس

الخفافيشُ لن تحترقْ

 في الظلامِ سوى بأشعَّةِ شمسي

 سربروسُ الذي عضَّ قلبي صغيراً

 تبخَّرَ مني سراباً وما قضَّ مضجعَ هجسي

سربروسُ انتهى واختنقْ

تلوِّحُ لي طُرُقٌ في كواكبَ أخرى

 طرُقٌ لا تموتُ ولا تفترقْ

 طرُقٌ من حفيفِ الندى في يدي غيرُ هذي الطرُقْ

 وأنا لم أفقْ بعدُ من يقظتي أو عواءِ الكلابِ

. الذي يحبسُ النفسَ أن تنعتقْ

**************

قلقٌ آلي

غبارٌ على قلبي.. غبارٌ على دمي

أعانقُ من جسمي مسيحاً مُسمَّرا

أضيءُ فتاتَ الدمعِ فوقَ أصابعي

وألحقُ في الرملِ السرابيِّ قيصرا

وتلكَ التي في عهدةِ النارِ أنَّثتْ

عوائي الذي بالتينِ كانَ مُزَنَّرا

غبارٌ على عينيَّ.. طينٌ على دمي

يجسَّانها شبراً فشبراً.. ولا أرى

أُحرِّقُ بالصهدِ الأخيرِ شفاهَها

ونرجسَها المائيَّ بالشمسِ والثرى

فراشتها عمياءُ.. أفعى بريئةٌ

تفحُّ بعينيها.. رخامي لها جرى

يُفكِّرُ بالروحيِّ قلبي.. إلى متى

أُلملمُ فوقَ الريحِ جسمي المبعثرا؟

وهل قصبُ الأضلاعِ ما زالَ خائفاً

إذا احتضنَ الناياتَ أن تتكسَّرا؟

سيفلتُ طيرُ الوجهِ من أخطبوطها

وتهمي فراشاتُ الشتاءِ على الذرى

غبارٌ على أصفادِ شيطانها الذي

يجبُّ حنيني للسماءِ.. أو السرى

غبارٌ على روحي.. قطارٌ مفخَّخٌ

بصلصالهِ الثلجيِّ في عصَبِ القرى

بحارٌ.. غواياتٌ.. دماءٌ تناسلتْ

رؤىً كانَ أغواها البكاءُ ودمَّرا

وفي مشتهى فردوسها أو جحيمها

سوى قلقي الآليِّ لا شيءَ أقمرا.

*************