الاسير ونبض المشاعل

  التصنيف : الشعر (::::)

شعر : د . احمد الريماوي  – فلسطين المحتله (::::)

قَلَمي خَجِلٌ

وَرَقي وَجِلٌ

حَرْفي أَرَّقَهُ الدّيجور

للأسْرِ شِراكٌ

للأَسْرِ حِراكٌ

للأَسْرِ عِراكٌ مَسْطورٌ…

بِضِياءِ الحَقِّ المَهْدور

وأَنا ثَمِلٌ

أَكْرَعُ راحَ الصَّبْرِ

أُصَلِّي في مِحْرابِ الشِّعْرِ

فُؤادي نَهِلٌ

والخَطُّ المَسْجِيُّ بِدَفْتَرِ وَجَعي …

يَتَرَقَّبُ حِبْرَ القلبِ المَسْجور

يَهِلُّ أَسيرٌ،

تِلْوَ أَسيرٍ،

تِلْوَ أَسير

أُقِرُّ: بِأَنَّكَ أَنْتَ الحُرُّ،

أَنا المَأْسور

أُقِرُّ: بِأَنَّكَ أَنْتَ أَمير

أُقِرُّ: بأَنِّي الأَعْشَى،

أَنْتَ النُّور

أُقِرُّ: بأَنِّي أَرْزَخُ تحت سُيوفِ القَيْدِ

أُقِرُّ: بأَنَّكَ أَنتَ وَميضُ الوَعْدِ

أُقِرُّ: بِأَنَّا شَكَلٌ

أَنَّا جَدَلٌ

يَعْلِكُ في أَوْصالِ العَهْدِ

أُسَجِّلُ: أَنَّكَ بالإِضْرابِ…

تُطَرِّزُ عَزْماً في حَلَباتِ المَجْدِ

تُبَدِّدُ بالأَمْعاءِ الخاوِيَةِ التَّجْويعَ

تَبُزُّ عَناءَ الجوعِ…

تُعَرِّي أوْهامَ التَّطْويعِ…

عُرَى التَّرْويع

تُكَسِّرُ بالإِصْرارِ مَفاتيحَ التَّبْريرِ

تُمَزِّقُ أَوْراقَ التَّخْديرِ

تُذَرِّي آلامَ الإبْعادِ، أَذَى التَّمْرِيرِ…

قَذَى التَّهْجير

مَرْحَى سَيِّدَ كَلِمي

سَيِّدَ نَغَمي

سَيِّدَ حُلُمي

مَرْحَى سَيِّدَ شَجَني

سَيِّدَ حَزَني

سَيِّدَ زَمَني

مَرْحَى سَيِّدَ فَرَحي

سَيِّدَ تَرَحي

سَيِّدَ قُزَحي

مَرْحَى..

مَرْحَى..

مَرْحَى إنْ قُلْتُ: أَراكَ الآمِرَ،

والسَّجَّانُ هو المَأْمور

مَرْحَى إِنْ قُلْتُ: أَرى السّجَّانَ هو المَسْجونُ

أَرَى السَّجَّانَ هو المَرْهونُ

أَرَى السَّجَّانَ هو المَقْهور،

هو المَوْتور

أَراكَ سَحابٌ

يَنْدِفُ فوقَ السِّجْنِ نَدَى التَّحْرير

أَراكَ ضبابٌ

والسَّجَّانُ سَرابٌ.. شِيمَتُهُ التَّزْوير

أَراكَ شِهابٌ

والسَّجَّانُ يَبابٌ.. مَدْحُورٌ مَدْحورٌ.. مَدْحور

أَنتَ شِراعٌ

أَنتَ يَراعٌ

أَمَلٌ بَجِلٌ..

يَفْتَحُ أَبْوابَ السِّجْنِ، يَطير

نَسْرٌ.. بِجَناحَيْهِ يُصَفِّقُ،

يَصْفَعُ أَوْكارَ التَّشْهيرِ

يُوَزِّعُ أَطْباقَ النَّجْوَى

يَنْشُرُ أَحلامَ النَّصْرِ،

يُغَرِّدُ سَجَلٌ

يَرْقُصُ حَجَلٌ

هَلَلٌ.. يَرْوي زَرْعَ الرُّوح

يُبَرْعِمُ رَتَلاً

أَسَلٌ .. يَطْعَنُ خَلَلاً

أَنتَ الرَّائِدُ

أَنْتَ القائِدُ

مِنْكَ تَعَلَّمْنا إيقاعَ التَّثْوير

تَعَلَّمنا إبْداعَ التَّنْوير

في سِجْنِكَ أَنْتَ البَطَلُ

وَسِواكَ يُجَنْدِلُهُ الزَّغَلُ

في سِجْنِكَ أنتَ الشِّعْرُ، وأنتَ النَّثْرُ

ونحنُ تُعاتِبُنا، تَسْخَرُ مِنَّا الجُمَلُ

نَجْتَرُّ، فَيَرْمُقُنا الزَّجَلُ

نَغْتَرُّ، فَيأْسِرُنا الزَّلَلُ

وَنُحَرُّ، فَيُرْدينا الوَشَلُ

مَرْحَى ..

مَرْحَى ..

مَرْحَى

أنتَ الأَثَلُ

أَنْتَ السَّيْفُ الصَّقِلُ

والسَّجَّانُ هو المَبْتورُ،

هو المَبْهورُ، هو الوَغَلُ

أنتَ الصَّهَلُ

أَنتَ الحَقُّ الجَلَلُ

بُهِتَ الغَلَلُ

أَنتَ الجَبَلُ

ما هَزَّتْكَ رِياحُ الدُّونِ

سِياطُ الهُونِ،

ولا العِلَلُ

مَرْحَى ..

مَرْحَى

مِنْ لَمَعانِكَ غارَتْ زُحَلُ

مَرْحَى ..

مَرْحَى ..

مِنْ إِطْلاقِكَ كَلَّ الكَلَلُ

مَرْحَى ..

مَرْحَى ..

مِنْ أَعْطافِ إرادَتِكَ المُثْلَى..

بَزَغَتْ مُثُلٌ

عَمَّتْ ظُلَلٌ

حار الخَتَلُ

سَجِّلْ يا صاحِ:

بِأَنَّا نحن الأَسْرَى،

نَحْنُ الخَطَلُ

سَجِّلْ: سُبْحانَ اللهِ وقَدْ أَسْرَى

والأَسْرَى بالخَلْوَةِ وَأَلوا

سَجِّلْ يا صاحِ: هُمُ الأُوَلُ

نَدِمَ الغَلَلُ

أَجَلٌ ضَمَّ أسيراً

فَرِحَ السَّبَلُ..

نَبَضَتْ شُعَلُ

***