تنويعات على قيثارة تشرين (2)

التصنيف : الشعر (::::)

نمر سعدي – فلسطين المحتلة (::::)

حنينٌ سريالي

ألأنَّ قمحاً ليسَ يغفو فوقَ نافذتي

 نسيتُ قصيدةً في القلبِ

آختْ بينَ خاصرتي وشمعِ أصابعٍ تبكي؟

 أليسَ على فمي غيرُ انطفاءِ الماءِ

 في جمرِ الظنونِ الرطبِ؟

 هل كلُّ الذي أحشو بهِ رأسي مساءً

من دخانِ الأغنياتِ ومن رمادِ الوردِ والأنثى

 هباءٌ لا يفيدُ وليسَ ينقصُ أو يزيدُ

من احتمالاتِ البكاءِ أو الخريفِ الهشِّ أو قلقِ الوجودِ؟

 حقيقتي جسَدٌ تؤثِّثُ روحَهُ الناياتُ

 بالقُبَلِ الشريدةِ والذنوبِ

 ولعنةِ الطُرُقِ السريعةِ.. والحنينِ إلى الوصولِ.. وما الوصولُ

 وكلَّما يمَّمتَ شطرَ غوايةٍ وجهي وقلبي الضائعينِ

كرغبةٍ في الريحِ أو في رقصةِ الأمطارِ

 تُهتُ ولمْ أجدْ نفسي

 ولم أشرَبْ سوى ما ذابَ من حدسي

على شفةِ الرمالِ

 كوردةٍ مائيَّةٍ في القلبِ؟

 لم أذهبْ سوى في شُبهةِ الأشياءِ

ثوبي غيمةٌ قمَريَّةٌ بيضاءُ ليسَ لغيبها رؤيا..

 فمي شمسٌ مُسوَّرةٌ..

فهل شفتاكِ سنبلتانِ طافيتانِ فوقَ الريحِ يا امرأتي؟

 غريبُكِ – حيثُ شئتِ – أنا

 وحيثُ اغرورَقتْ قدماكِ بالأنخابِ أو بدمي هناكَ

 وحيثما انطفَأتْ أصابعُكِ الرقيقةُ فوقَ جلدِ الماءِ

 لا أسماءَ لي…

 وخطايَ أوراقُ الشتاءِ الآخرِ الكُليِّ

هل في الأرضِ بقيا من فضاءاتِ الدمِ المطلولِ فيَّ وفيكِ؟

لا أدري…

ولكني سأهجسُ بالزنابقِ في الصباحِ الشاعريِّ

 كأنَّما لغتي بلا قتلى ولا متنزِّهينَ على ضفافِ الموتِ

 هل سمَّيتُ وجهَ الموتِ زهرَ سفرجَلٍ ذاوٍ؟

 وهل أدمَنتُ عزفَ الموجِ والبحَّارةِ المتشرِّدينَ

 وشقوةً ترِثُ الحنينَ؟

 بمقلتيَّ أعانقُ العنقاءَ في النارِ البعيدةِ

 أو بأجنحتي التي ليستْ تُرى في البرزخِ الأرضيِّ

يا لغبارها الأعمى

يُعمِّدُ بالسرابِ متيَّماً يَدمى

 متى ستفيقُ من حلمِ الحياةِ.. متى؟

 وهل كلُّ الذي ترويهِ في الأشعارِ لا تعنيهِ؟

 هل كلُّ الذي تعنيهِ لا ترويهِ؟

 تخجلُ أن تقولَ بأنَّ روحَكَ في سماءٍ ما تعيشُ مريضةً

 أو أنَّ حُبَّاً ما عصيَّ الوردِ توَّجَ بالندى عينيكَ.. لا بالشوكِ

 حينَ عن الصليبِ رميتَ قلبَكَ

للشياطينِ التي يختضُّ فيكَ عويلُها المجنونُ

أو يفتَضُّ حورياتكَ البيضاءَ في بحرِ الجسدْ.