انها قرية (حجه) فان لم تصدقوا فاسألوا ازقتها العتيقه

 

التصنيف : فلسطين (::::)

بقلم : سامح عوده – فلسطين المحتله  (::::)

يصحو الفجرُ متكئاً على أيكها العاجي، ويزهو الزيتون على سفوح جبالها فيرتسمُ على وجنتي الشفق قصيدة حب خالدة، هي البلدة التي يفوح من أكنافها رائحة الخبز والزيتون والزعتر، فيها الفلاحات أنجبن الرجال .. الرجال، فرفعوا اسمها عالياً وأسكنوها في قلب مملكة الشوق، فيها للروعة مكان، وللأصالة مكان آخر، وان سألت عنها فسأل مسجدها المملوكي، ومئذنته القديمة والتي تشمخ كبوصلة نحو القدس، أو اذهب الى مقام الشيخ رابح ومقام الشيخ عطا، أو سر في أزقتها المتعرجة ..!! ستجدُ أن التاريخ نقش على حجارتها أخاديد، ولونها الزمن بألوان تدخل القلب وتزهو النفس بما ترى، لتذهب بين تفاصيل الدهشة بذاكرتك الى من كانوا هنا على أرضها مستذكراً سيرة العمات والجدات والخالات والعلماء الذين كانوا كتبوا التاريخ  بأحرف من نور ليبقى المسجد والمدرسة العثمانية شاهداً عليهم، منارة علم للعابرين ..

حجة البلدة الفلسطينية الوادعة والتي تقع على تله متوسطة الارتفاع في محافظة قلقيلية وتحديداً على الشارع الواصل بين مدينة قلقيلية ومدينة نابلس هذا الموقع المتميز أكسبها مكانة وكساها بحلة من جمال، كلؤلؤة تسكن رحم السماء، ويعود تاريخ البلدة الى العهود الرومانية والآرامية والبيزنطية حيث أن مسجدها القديم الذي بناه الملك ” ناصر الدين   لله محمد  بن قلون”  في العهد المملوكي وحجارة المكان والبيوت القديمة تدلُ على أن تاريخ البلدة أقدم من ذلك بكثير، وقد عرفت في القدم باسم ” حَجّاي” وعرفت باسم ” كوز الذهب ” ، أو بلدة المئذنة..!! ثم تغيرت الى اسم حجة

بالأمس القريب عاشت البلدة عرساً تراثياً بامتياز..!! حيث نظمت فعاليات يوم التراث المركزية في حجة، ويأتي احياء هذا العرس الفلسطيني لهذا العام تحت عنوان ”  تراثي هويتي المستقبل يولد من الماضي ” ، كانت حجة مع العرس التراثي المميز، الذي أظهر مواطنو البلدة حرصاً على تجسيد روح الوحدة  والتكاتف وإبراز التاريخ القديم لكن مكونات المجتمع الحجاوي، أظهر أشبال وزهرات حجة ورجالتها وكهولها حرصاً على حجة في يوم التراث فعرفوا كل من حضر بأدق تفاصيل الحياة، باللباس والمأكل والمشرب، دلات السادة برائحتها عبقت بسحرها في المكان، وصوت الشعر زلزل أفئدة الحضور .   لحجة يركع المجد .. وتزدان الغيمات بما تحملُ في رحمها من مطر، مطرها غزير وهواؤها عليل والتاريخ الماثل بين أكناف الازقة العتيقة ينطقُ بما لم تدونه الكتب، حجة أغنية الفلاح ويرغول ” السامر” العراقة والاصالة والنباهة وكرم الضيافة وموطن الابطال تخوض تحدٍ وطني يومي مع الاحتلال البغيض وقطعان مستوطنيه، – العابرون في كلام عابر- لقطاء الارض يسعون كخفافيش الليل العفنة، يسرقون الأرض يحرقون الزرع يقطعون ما زرعه الأجداد من زيتون رومي ويدنسون ما خلفه الاجداد.

عبثاً يحاولون فهامة الفلسطيني العالية التي تطال قلب السماء لا تنحني الا لمن خلقها، وما دون ذلك زائل لا محالة، الوارثون لمجد كنعان باقون على العهد يعمرون ويبنون ويزرعون نمطاً مترفاً من التربية في الابناء حتى يكونوا سدنةً لتراثهم الذي يحاول الاحتلال نهبه، رسالة البلدة والفعاليات للمحتل ايها العابرون في التاريخ الخطأ، آن لكم أن ترحلوا فإننا باقون على هذه الارض، منزرعون كالزيتون واللوز ولن نرحل، هي أرضنا هي بلدتنا هي حجة وان لم تصدقوا تعالوا تعالوا الى أزقتها فهي تعرف أهلها أكثر..!!