عبد الباري عطوان : نعرف ما تعانيه ولكن القدس العربي تحتاج اليك

 

الرابط : كلمة رئيس التحرير (::::)

بقلم : وليد رباح (::::)

كنت اود ان تكون هذه الافتتاحية عما يجري في مصر .. فمصر هي الاولى في قلوبنا واذهاننا .. وما يجري فيها يجرحنا .. بعد ان اصبحت الدماء رخيصة او كما يقولون في مصر ( برخص التراب ) فنحن وان كنا ضد حكم الاخوان المسلمين لان الدولة لها صفة والشعب المصري اطيافا وليس طيفا واحدا .. فان الالم الذي يعتصرنا قد يقتلنا .. فالاخوان جزء مهم من نسيج مصر ..  لكم الله في مصر ..

اما ما دعاني ان احزن حزني على مصر .. فهي استقالة عبد الباري عطوان من جريدة القدس العربي التي اصبحت منارا لنا في كتاباتنا  وغدت خلال عقدين من الزمان احدى العلامات البارزة في الاعلام العربي .. اضافة الى عزوفه عن الكتابه .. وما ذلك الا لان دولة عربية قامت برفع قضية ضد الجريدة ومن السابق لاوانه ان نحكم ان كانت ستربح القضية ام لا تربحها .. واستقالة عبد الباري عطوان من الجريدة يعني الحفاظ على حقوق العاملين فيها .. لذا فقد افتدى عبد الباري عطوان الجريدة والعاملين فيها بنفسه .. وتلك اعلى قمة في انكار الذات والاريحيه .

عرفت عبد الباري يوم كنت في ليبيا رئيسا لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينين فيها .. وكان يعمل محررا في جريدة ( الثقافة العربية ) التي كانت تصدر هناك .. وانضم عبد الباري لاتحاد الكتاب في هيئته الاداريه .. فكان شعلة من النشاط .. اذ كان معلما لنا .. ونبراسا لعملنا .. الا ان تفكيره الدائم كان اصدار جريدة عربية على مستوى عالمي لابراز القضية الفلسطينية وكشف المتآمرين عليها .. فكانت القدس العربي بعد استقالته من ( الثقافة العربية ) وسار في الطريق الصعب الشائك .. اذ ان اصدار جريدة مثل القدس العربي سوف يجلب له المتاعب .. فكانت المتاعب رفيقة له في ذلك الاصدار .. وتعثرت الجريدة من الناحية المالية .. لان العرب او جلهم لا يريدون جريدة تنطق بالحق ..

وليست هذه هي المرة الاولى التي تتعرض الجريدة فيها للتعثر .. فقد جابه عبد الباري وطاقمه الكثير من المتاعب والمصاعب .. وكان يخرج علينا من خلال الفضائيات سواء كانت عربية او اجنبية يدافع فيها عن حرية الكلمة .. والقضية الفلسطينية .. وما يجري على الساحات العربية والاجنبية ..وقلبه ينزف دما .. كان عقله فيما يتحدث به .. وقلبه على القدس العربي التي اصبحت عنوانا لكل عربي حر شريف يريد الحقيقه .

ارسل لي الاخ الدكتور : لبيب قمحاوي خبرا على الايميل الخاص بصوت العروبة يعلمني ان عبد الباري قد استقال من منصبه في القدس العربي .. وافتدى العاملين فيها بنفسه .. وقد وقع الخبر على نفسي وقوع الصاعقه .. اذ ان عبد الباري قد اصبح خلال عقدين من اصدار الجريدة علما خاصة ( في غربتنا) وكان كلماته في جريدته دافعا لنا لكي لا نتوقف .. وان نقول كلمة الحق حتى ولو كانت على انفسنا .. فقد تعبنا واتعبنا الاخرين معنا .. ولكننا ابدا لن نتوقف مهما كانت الظروف .. فنحن لا نستطيع حمل رشاش لكي ندافع به عن انفسنا .. ولكن سلاحنا هو القلم .. ذلك الذي يعتبر السلاح الامضى في هذا الزمان الملون ويطفو عليه السواد .

هذه كلمة اوجهها للصديق والاخ عبد الباري عطوان .. اعدل عما قررته . فنحن نعرف انك صلب لا تنحني امام العواصف .. صحيح ان الدرب مغلق .. ولكن مفاتيحه هي الصمود .. والصمود حتى تعود الينا رئيسا لتحرير القدس العربي مرفوع الرأس والهامه ..