وقالت ريحانة: جدف

 

الرابط : القصة (:::)

قصة : أحمد ختاوي / الجزائر (:::)

إلى  التي باتت تصغي في صمت … حد الإدمان .. إلى التي امتشقتْ  الحرف كالسيف وكالطيف ،،،وهي على متن القارب .. إليها ..مفعمة بعذابات ” جدّفْ” . جدّفْ… قالتها بلسان عربي مبين ….وامتشقتْ  حرفه  وحرقته ….. كان حرفه أولى أن تستله ..ليطل الطيف …وامتطيا القارب … غبار الليل ورذاذ الحروف على مشارف القارب .. لامس طيفها في عمق السهاد ، أسند ظهره إلى وجدها.. واصل قيادة القارب ..أنهكه التجديف.  .قالت ..جدفْ ، قالتها بعنف العشق والوله .. وبغضب الرومانسية ، بغضب الحب حين يغضب، وحين يثور كالزهرة .. حين يزمجر كالرأفة .. هو ممتشق ُُ ، يسدل تفعيلاته كما الليل الذي لم يجدف بالنعمة .. وظل الملاّح ..فيما باتت هي  تصغي في صمت .إلى خفقان الليل الرفيق … باتت تجذبه من ولعه .. وهي تصغي في صمت دائما   إلى نبضات  السفينة ..التي كبرت .. كانت قاربا صغيرا كعصفور ودود ،،، أطعمها  رذاذ البحر ” قوتا ” بلوريا .. فكبرت .. وأضحت سفينة … جدفْ .. أنا على متنها .. أرافقك ،قالتها كذاك العصفور الذي بات يقتات هو الآخر  من أرقه زفرات التيه الذي كان يدثرها  بطيفه البلوري ……دثرته هي الأخرى بصمتها البلوري  ..المشع…. لم تجدف بالنعمة . لم تجدف بالوجد . حاشا لله .. كبر الوجد بينهما تماما كما كبر القارب .. لكنه لم يهرم .. ظل يطوف أروقة الوجد في ليل حالم .. والقارب في عرض البحر … قالت السفينة .: ابقوا على وجدكم .. أنا قارب ، لست سفينة .. قالت ريحانة : ما الفرق بينك وبين  الباخرة والقارب .. ردت السفينة بثغر ملائكي : الباخرة تحمل يا   ريحانة  ضغائن الأمم ،، وأدوات الحروب ، فيما القارب لا يتسع إلا للحب والزهور والعشاق ، هو يغازل القمر ..والبواخر تدمر  صفاءها  بالقنابل المحمولة على ظهرها … أناشدكم ، قالت السفينة أن ترجعوني إلى طفولتي . كان لها ما أرادت .. رحل الليل …يبحر .. يبحر .. فيما ظلت هند ..تمتشق حرفه ،،،..تسدل  طيفها كما النهار الذي استلف سكون المدى  ليتسع هو الأخر  لوجد العشاق . ..وأمتطى النهار صهوة المآقي …… جف الحنين في عرض البحر ..جدف ْ يا فؤاد …جدفْ يا فؤاد ..قالت ريحانة .. أنا متعب يا ريحانة .. لا.. لا … جدف ْ أنا وراءك .. لكن البحر والرياح أمامي .ترنو  ، رد فؤاد وقلبه يتقطع  إربا  إربا  على صخرة وجدها .. على سفح  جدائلها .. أرهقني   النوى والوله  ، ها أنا كما ترين كالناقة أعقل في  موج البحر .. أعقلي أنيني بضفائرك ، لأجثو على صفيحة الماء ..كما  الناقة على الرمال الناعمة .. انفطر البحر كما الرمل تماما .. انفطر قلبي  يا هند .. انفطر  سهادي  يا ريحانة .. قالت ريحانة : جدفْ … جدفْ ….يا فؤاد .. أنا الرفيق  المدلل على ظهر القارب ،،، أنت الملاح .. وأنت الصفد ..صفدتك بصمتي وبإصغائي ..وامتشقت حرفك ..المدلل .. جدف ْ.. جدفْ .. جزيرتنا على مرمى عين .. قاوم  الموج  ، قالت ريحانة . ..أنت مرهقة يا  ريحانة ، قلت ُ، هل تبحثين عن مأوى في وجدي ..؟ أجل أبحث عن  واحة  تغازل  خصلتي بنسائمها ،،،، هو ذا الليل  رفيقنا ..   ،قاوم .. جدفْ … –       خارت قواي …أنهكني الوصال .. وعباب البحر .. وأمواجه .. يا هند .. –       أسدلت جدائلها  على كتفيه …استبقا الموج إلى الموج الآخر . –       …كان الموج الثاني أكثر ضراوة ..كان أهوج .. –       قاومت غضب الموج .. أمخر عبابه …كنت ُ أنا أيضا أهوج .. –       نطق البحر …قال : مهمتي أن أبتلع طحالب الأرق وأن أسخرها لكما قمرا ضوئيا  وإشعاع وجدان .. .. –       همست هند في أذني : قالت جدف ْ جدف ْ..ظلت تهمس حتى أدركنا الجزيرة .. –       كانت غير مأهولة … افترشنا  سهادنا .. افترشنا نعومة الرمل .. –        خلعت  ريحانة نعلها ..انتعلتها …..يحثث  عنها ،،،..كانت كما حواء تخرج  بين أضلعي  يدثرها الصدى –       … فيما بت أعلك..زفراتها ….. بين الهوى والنوى …