أسود في تدمير سوريا .. ارانب في مجابهة اسرائيل

 

الرابط : كلمة رئيس التحرير (::::)

بقلم : وليد رباح – نيوجرسي (::::)

عجبت لامة هذا شأنها .. لا تستطيع ( امتطاء الحمار فتلوم البرذعه) فعلى مدار خمسة وستين عاما لم نسمع ولم نر ولم يدر في خلدنا أو حتى لم نحلم ان اولئك الذين ينتمون الى الاسلام السياسي قد حملوا بندقية او اطلقوا طلقة عبر الحدود مع اسرائيل او قاموا بعملية ضدها .. مع عدم انكار ما قامت به ثلة من الاخوان المسلمين في حرب فلسطين الاولى .. ومن بعد ذلك ركنوا الى الهدوء .. حتى اذا ما جاء ما يسمى ( بالربيع العربي ) انتضى كل منهم سكينه واطال لحيته وبعضهم شذبها لتبدو صورته في التلفزيون زاهية واخذوا يجيشون الجيوش ضد سوريا

ففي اندونيسيا التي لم تسمع بعد بفلسطين انها محتله منذ اكثر من نصف قرن .. لم يكلف الاسلام السياسي فيها نفسه بان يرسل او يستعد لارسال او يخاطر لارسال جندي او مدني او جتى  اعزل الى ارض فلسطين .. فاذا بهم اليوم يعلنون عن استعدادهم لحشد مليون من ( المقاتلين ) ضد سوريا .. وكأنى بالشعب السوري الذي قام بثورته من اجل الحرية والكرامة يحتاج الى مثل هؤلاء الذين يلجون الى الارض المقدسة في سوريا ليفرغوا فضلاتهم فيها ..  مع ان الشعب السوري الذي قام بالثورة لا يحتاج للرجال او ( اشباه الرجال) لتقاتل عنه وانما يحتاج الى المال والسلاح فقط .. فكم من ثائر سوري ينضوي تحت لواء الثورة يبحث عن السلاح فلا يجده فيضطر الى انتظار من يجودون عليه بقطعة من السلاح تغنم من جنود النظام او يبيع كل ما يمتلكه من اثاث وادوات حياة لشرائه .. ومع هذا تعز عليه الطلقات التي يقاتل بها فيقف عاجزا لا يدري ما يفعل .. ومع ان حديثا للرسول (ص) او كان حديثا لغيره يقول : اذا اعتدي على شبر من ارض المسلمين وجب الجهاد على كل مسلم .. فان فلسطين التي تعتبر ارض الرباط لم يعتد على شعبها فقط .. وانما احتلت ارضها وشرد اهلها وانتهكت حرماتها وحولت مساجدها الى متاحف وفي بعضها زرائب .. ولكن لم يرد الى مسامعنا ان اولئك الذين يريدون ارسال مليون مقاتل .. قد ارسلوا طلقة واحدة لمن يقاتلون في فلسطين .. او حتى فكروا بذلك .. وكأنى بهم يفرحون لتدمير سوريا .. اما اسرائيل فهي آمنة من خزعبلاتهم .

وقد يسأل احدهم ان الحدود مغلقة لتحكم الجيوش العربية المحيطة باسرائيل فيها .. ونحن نجيب .. منذ متى يوصم الجهاد بالسهولة .. انه وصب وتعب ومغامرة وموت .. فاذا ما انتظرنا فتح الحدود فسنقضي اعمارنا وربما مئات السنين لكي يتغير الوضع .. ( فالمجاهد ) يحمل معه اداة التغيير ..

ومن الغرابة ان من ينضوون تحت راية الغرب من الدول العربية المشوهة صورتها وتخصيصا بعض دول الخليج لم يسمعوا او سمعوا ان فلسطين محتله .. ولكن جبنهم عن مجابهة اسرائيل جعلهم يتجهون نحو سوريا .. فالمال النفطي مسخر لتدمير سوريا باوامر من السيد الامريكي  وخدمة لاسرائيل .. وبدلا من يتجهوا نحو سوريا لتدميرها كان اولى بهم ان يفكروا او حتى مجرد تفكير بان هناك ارضا محتلة من قبل اسرائيل .. اكثر من ذلك فانهم قد افتتحوا مكاتب تحت مسمى تجاري لاسرائيل كي تسرح وتمرح في بلدانهم .. وكلنا يعلم ان تلك المكاتب ليست فقط مكاتب تجاريه .. وانما تطبيعا مكشوفا جبانا وادوات تجسس واستخبارات لتعيش اسرائيل آمنة مطمئنة تجذر احتلالها وتقتل ابناء فلسطين سواء كانوا مسلمين او من اي دين آخر تحت راية (النفط العربي ) .. وكأنى بفلسطين واقصاها ( قملة) مختبئة في شعر ذقونهم لا يرونها الا بالمجهر ..  أما السلاح السوري سواء كان عائدا للنظام او امتلكته الثورة فانه يدمر .. ذلك السلاح الذي دفع الشعب السوري من دمه وقوته وجوعه الكثير لكي يبني ترسانته العسكرية .. ومع ان هذه الترسانة تستخدم اليوم ضد الشعب السوري بعضه بالبعض .. فان كل دبابة تدمر او صاروخ يطلق سبة في جبين العرب جميعا .. وكان اولى بتلك الصواريخ وتلك الدبابات ان توجه الى صدر المحتل الاسرائيلي الذي تجذر في الارض الفلسطينية .. فلا النظام وجهها نحو اسرائيل وباتت جبهته مع العدو آمنة لاكثر من اربعين عاما .. ولا من يطمعون في استلام الحكم من الاسلام السياسي سوف يوجونهها الى فلسطين ( لتحريرها) ولقد بانت ظواهر تدويل القضية السورية بتدخل من يقفون الى جانب اسرائيل قلبا وقالبا الى جانب الثورة السورية .. وهو أمر يجعلنا نقلب كل موازين حساباتنا ونتساءل .. هل صحيح ان اولئك ثوار أم يتحركوا باوامر من الغرب الضالع في كل تلك الفوضى التي تعم الوطن العربي .

وبدلا من السعي للوفاق بين المتقاتلين في سوريا .. فان جموع الشيوخ الذين اجتمعوا في القاهرة يعلنون النفير لسوريا .. ولكنهم لم يجرأوا على اعلان ذلك لفلسطين .. مما يدللنا على انهم جزء من منظومة الفوضى التي تعم المنطقة ..

وفوق كل ذلك .. فان الاسلام السياسي يصرخ عاليا عن مقاتلين من حزب الله يتدخلون في الشأن السوري .. ويقاتلون الى جانب النظام .. اما هم ( بسم الله ما شاء الله ) يستقبلون المقاتلين من كل قطر وجهه .. ولا يستبعد ان يستقبلوا مقاتلين من امريكا واوربا الرسمية .. على اعتبار انه حلال لهم .. حرام على بلابلة الدوح من كل صنف ولون .. هذا ان صح التعبير .. و .. انا لله وانا اليه راجعون .