اضخم حمله علميه ثقافية اكاديميه لمقاطعة اسرائيل

 

الرابط : فلسطين (::::)

*نواف الزرو – الاردن (::::)

تطورات مثيرة وملفتة ومزعجة ل”اسرائيل” تشهدها ساحة التضامن الدولي مع النضال الفلسطيني، وضد سياسات التطهير العرقي الاسرائيلية، ففي اطار اضخم حملة اكاديمية ثقافية علمية لمقاطعة “اسرائيل” على مستوى المؤسسات العالمية، اعلن ستة من أبرز الشخصيات والمؤسسات العالمية في انحاء العالم تحتل مكانة علمية مرموقة، مقاطعتها مؤتمر الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، المقرر عقده في القدس الشهر المقبل، وذلك تعبيرا عن رفضهم للاحتلال والممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ما أثار حفيظة “اسرائيل” بل وسخطها، لا سيما وان مجموعة الشخصيات والمؤسسات تحظى بحضور واحترام ونفوذ واسع في انحاء العالم، وقد جن جنون اسرائيل على نحو خاص في اعقاب اعلان عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ، مقاطعته المؤتمر الاسرائيلي، وابرزت وسائل الاعلام الاسرائيلية على مدى الايام الماضية هذه القضية –المقاطعة- وآثارها وابعادها، واشارت الى انضمام العديد من الشخصيات الاعتبارية العالمية، والمؤسسات الاكاديمية والتجارية لحملات مقاطعة إسرائيل خلال السنوات الماضية، وذلك تعبيراً عن رفضها للاحتلال وللسياسة التي تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة، وَسَلطت صحيفة “هآرتس” الضوء على أسماء ستة من أبرز الشخصيات والمؤسسات العالمية، التي عبّرت عن رفضها للاحتلال وللسياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين، برفض زيارة اسرائيل ومقاطعة المؤتمر الذي دعيت لحضوره، او من خلال رفض التعاون التجاري او الاكاديمي والثقافي مع دولة الاحتلال اسرائيل، وتضم مجموعة الشخصيات والمؤسسات، الابرز التي توقفت الصحيفة عند اعلانها مقاطعة اسرائيل ومؤتمرها المقرر الشهر المقبل كلا من: – شبكة MUJI اليابانية للتصنيع وللتسويق، وهي شبكة صناعية تجارية تُصنعُ وتسوق أكثر من 7000 مُنتَج بدءاً من القرطاسية، ومروراً بالمواد الغذائية، وإنتهاءاً بالسيارات. – الفنان والموسيقار البريطاني الشهير في عالم الروك، الفيس كوستيلو، الذي قال: ” لا يمكنني الظهور في مكان يقومون فيه بإذلال الفلسطينيين بإسم الامن القومي الاسرائيلي”. – المخرج السينمائي العالمي مايك لي، وهو مخرج ومنتج افلام تلفزيونية وسينمائية، بريطاني الجنسية، واعتبر واحداً من اشهر ثلاثة مخرجين في العالم. – جامعة جوهانسبرغ في جنوب افريقيا، التي اعلنت في العام 2011 عن قطع علاقاتها الاكاديمية مع جامعة بن غوريون، بسبب علاقة هذه الجامعة مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، وجاء في حديث لأسقف جنوب افريقيا، دوزموند توتو، عن قرار الجامعة قوله “لا يمكن أن تستمر هكذا علاقة كالمعتاد، فالجامعات الإسرائيلية تشكل جزءاً أساسياً من النظام الإسرائيلي، وهي اختارت بإرادتها أن تكون كذلك”، مؤكداً دعمه الثابت للحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها. – الكاتبة العالمية اليكس والكر، وهي شاعرة ومؤلفة وناشطة إجتماعية، اميركية الاصل، رفضت في العام 2012 ترجمة إحدى أشهر رواياتها، الناقدة التي حملت اسم “اللون الارجواني ” الحائزة على جائزتين عالميتين (جائزة الكتاب الوطني وجائزة بوليتزر)، ورفضت ترجمة روايتها هذه الى اللغة العبرية، كما قامت في العام 2009 بزيارة تضامنية لقطاع غزة برفقة 60 إمرأة من مناهضات الحرب رداً على الحرب الاسرائيلية على القطاع. – العالم الفيزيائي ستيفن هوكينغ، الذي اعلن عن مقاطعته لمؤتمر بيريز، داعياً الى فرض المقاطعة الاكاديمية على إسرائيل بسبب ممارساتها العدوانية ضد الفلسطينيين، وإستمرار إحتلالها للاراضي الفلسطينية، و يذكر أن هوكينغ كان قد زار فلسطين 4 مرات، وكانت زيارته الأخيرة في العام 2006 حيث ألقى محاضرات في “إسرائيل” وفي الضفة الغربية وبحسب ال”غارديان” فإن هوكينغ بدأ يتخذ مواقف أكثر تشددا تجاه إسرائيل في أعقاب  هذه الزياره، واشارت ال”غارديان” في هذا السياق، الى أن البروفيسور نوعام تشومسكي، وهو مفكر يهودي أمريكي وعالم لغويات، كان من بين 20 أكاديميا من جامعات بارزة في العالم عملوا على إقناع الفيزيائي المعروف هوكينغ بإلغاء مشاركته في مؤتمر بيريز في القدس، وكتبت الصحيفة أن تشومسكي بذل جهوده إلى جانب آخرين في عملية الإقناع في أعقاب طلب تلقاه من “اللجنة البريطانية من أجل جامعات فلسطين”، التي عملت على ضم هوكينغ إلى حملة المقاطعة الأكاديمية.     ونقول: لعلها مفارقة عجيبة ان تتجند الهيئات المدنية والمؤسسات الاكاديمية والثقافية والعلمية الى جانب الكنائس الامريكية / الاوروبية،  الى جانب النضال الفلسطيني في مواجهة الجرائم الصهيونية،  في الوقت الذي يبرر فيه بعض العرب سياسات السلام والتعايش و التطبيع مع “اسرائيل”، التي تمزق بسياسات التطهير العرقي التي تمارسها، باغتيالاتها وجرائمها وقتلها المنهجي لاطفال فلسطين، كل احتمالات التعايش والسلام والتطبيع التي باتت كما هو واضح اهتماما عربيا فقط…؟!    فشيء مخجل ومؤسف ان نتابع هذه الحملة لمقاطعة “اسرائيل”، ونحن العرب ليس فقط نتفرج، وانما ننجرف نحو المزيد من التطبيع معها…!، وكل هذا في الوقت الذي نشهد فيه انفتاحا وتطبيعا عربيا مع “اسرائيل”.. وظلم ذوي القربى اشد واعظم وطأة ومرارة..؟!!، وكأن كل هؤلاء المفكرين والاكاديميين والنشطاء الاوروبيين والامريكيين يخوضون معركة الفلسطينيين والعرب في المنابر الدولية نيابة عنهم …؟!!..       فعندما يقف تشومسكي  والاكاديميون البريطانيون والكنديون والجنوب افريقيون والنشطاء الاوروبيون …وعندما يقف مجلس الكنائس العالمي في خندق فلسطين في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعنصريته وجرائمه بمنتهى الشجاعة: فما الذي نفعله نحن العرب اصحاب القضية والحقوق والمسؤولية التاريخية..؟!

nzaro22@hotmail.com