الاتصالات بين جهاز المخابرات التابع (للهاغناه) وجيش الانقاذ في السامره سنة 1948

الرابط : فلسطين (:::)
بقلم الدكتور الياس عفيف سليمان.(المصدر: يوميات دافيد بن غوريون.) (:::)
الترجمة حرفية، ما بين هلالين غير وارد في المصدر المعتمد وقد اضفته للتوضيح.
التقى يوم امس غاد ميكانس  (1893 – 1954 ، ناشط اجتماعي وسياسي، من مؤسسي ابن يهودا ونتانيا. عمل مديرا عاما لوزارة الاقليات من العام 1948 وحتى العام 1949 ) وجوش – يهوشع –  فيلمون ( 1913 – 1995 ، متخصص في الشؤون العربية رئيس القسم العربي في جهاز المخابرات التابع للهاجاناة وفي الوكالة اليهودية ). مع مدلول بك، عراقي، رئيس ( كتب بن غوريون كلمة رئيس بأحرف عبرية، مدلول بك هو مدلول عباس) في جيش فوزي القاوقجي (ولد  القاوقجي، في طرابلس، لبنان في العام 1890 . تولى قيادة جيش الانقاذ في فلسطين في العام 1947 وتنحى عن منصبه هذا في العام 1949 بعد توقيع اتفاقية الهدنة بين العرب واسرائيل. عاش في سوريا وانتقل الى بيروت وتوفي فيها في العام 1977). وقائد كتيبة حطين التي انتشرت في منطقة السهل الساحلي. تم اللقاء في الطيرة شمال رامات هكوبيش ( 7 كم شمال شرق كفار سابا ). قام مئات المسلحين بحراسة الطريق، تم اللقاء اثناء اطلاق النار على رامات هكوبيش. كان مع مدلول سليم الاصيل، ضابط في قيادة جيش فوزي. طلبوا من ميكانس وفيلمون مرافقتهما الى فوزي، تخوف رجالنا بسبب ضيق الوقت ( اراد ميكانيس  وفيلمون  وقتا لإعلام بن غوريون واخذ موافقته والتزود بتعليماته ).
السؤال المطروح هو: هل هم في حالة حرب فيما بينهم ومعنا أيضا ؟ اذا كان الجواب لا – فيجب الامتناع عن اثارة المشاكل مع العرب. يجب ترتيب وتسوية الحدود بين اليهود  والعرب. يجب الامتناع عن اثارة الحوادث ومعاقبة المذنبين.  في حالة الحرب – يجب ان تدار الحرب بحسب القوانين الدولية. غدا عليهم مقابلة فوزي (القاوقجي).
( لم يذكر بن غورين عن اللقاء،  متى وما دار من حديث ولماذا وافق فوزي القاوقجي  لقاء رجل المخابرات العبرية فيلمون. للإجابة عن هذه الاسئلة كان لا بد لي من اعتماد مصادر اولية اخرى مثل: كتاب يهودا سلوتسكي الصادر باللغة  العبرية، تل ابيب،  في العام 1964  تحت عنوان  ” كتاب تاريخ  الهاجاناة”  الجزء الثاني.  كتاب أ. اورن تحت عنوان ” المعركة في مداخل حيفا وعملية نحشون”  الصادر في اللغة العبرية.
يستشف من تلك المصادر ما يلي: عشية العملية العسكرية نحشون — سميت على اسم نحشون بن عميناداب الذي وبحسب العقيدة  اليهودية  كان اول من  عبر البحر الاحمر عند خروج اليهود من مصر— التي امر بها بن غوريون والتي ابتدأت في ليل 5-6 من ابريل 1948 وانتهت في 15 نفس الشهر. كان الهدف من العملية: فك الحصار عن القدس وتامين خطوط المواصلات وفتح الطرقات وايصال المؤن الى القدس. في تلك الفترة التقي جوش فيلمون بفوزي القاوقجي سرا، وعد القاوقجي فيلمون واكد له انه اذا هاجم اليهود في الجبهة الشرقية فانه لن يقدم المساعدة  لعبد القادر الحسيني– 1910-1948 – قائد القوات العربية في القدس ولا الى حسن سلامة–  1912 – 1948 – نائب عبد القادر الحسيني وقائد القوات العربية في يافا بسب العداء بينهما.
تشير المصادر اعلاه ان القاوقجي عندما ذكر عبد القادر الحسيني وحسن سلامة  قال لفيلمون ” انهم لصوص وليسوا بعسكريين، اضربوهم،  لن اتدخل في شيء. وبحسب ما ورد في المصادر فان القاوقجي نفذ ما وعد به ).
غوش يريد في اللقاء مع قاوقجي  (الاسم كما كتبه بن غوريون) ان نوافق على تهدئه مؤقته وتحديد العلاقات. غاد يعارض التحدث في ” السياسة “.
قلت ( قال بن غوريون ) يجب ان يتمحور الحديث حسب التعليمات التالية:
1 . لم نرغب في الحرب ولا نريدها.
2 . هم (العرب) اعلنوا الحرب – بمجرد دخول الجيوش الغريبة الى البلاد معناه اعلان الحرب.
3 .أي التزام من طرفنا غير وارد، أي التزام يكبل ايدينا ويمنعنا من صد  العصابات المسلحة – عندما  نرى ان ذلك ضروريا.
4 . نحن مستعدون للتهدئة.
5 . يمكن التطرق للحديث السياسي، ولكن يجب ان يكون واضحا باسم من يتكلم وما فحوى اقتراحه (القاوقجي). عدم الالتزام باي امر له ابعاد سياسية.
6 . نفضل (اليهود) اتفاقية مباشرة بين اليهود والعرب، يجب التصدي للطرف الثالث المحرض على الحرب.