العرب والفلسطينيون وحلب الثور !!!

الرابط : فلسطين (:::)
بقلم :- راسم عبيدات – القدس – فلسطين المحتله (:::)
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد،كشف لجريدة الحياة اللندنية عن مبادرة سلام عربية جديدة،يجري الإعداد لها بعد فوز نتنياهو في الانتخابات،وتشكل الإدارة الأمريكية،وتلك المبادرة قائمة على “حلب” الثور وطلب”الدبس من قفا النمس” وكأن أكثر من 64 عاماً وعوداً ومبادرات غير كافية وهناك من ادمن الوعود والمبادرات والمفاوضات،والمبادرة الجديدة تقوم على أساس مفاوضات مع تجميد للاستيطان لمدة ستة شهور بناء على وعود أمريكية،وكأن هذه السلطة لم تتلقى عشرات الوعود الأمريكية،والتي كانت سرعان ما تتراجع عنها لكي ليس فقط يتطابق موقفها مع الموقف الإسرائيلي،بل لكي يصبح أشد وأكثر تطرفاً منه من قضية الاحتلال والدولة الفلسطينية المستقلة،وكم مرة ركلت أمريكا وإسرائيل مبادرة السلام العربية بكل ما فيها من هبوط وتنازلات؟؟…وكم مرة جرى ترحيلها من قمة عربية الى أخرى دون أي نتيجة؟؟؟،بل وكان الرد عليها يأتي عبر التصعيد العسكري،وتمريغ كرامة كل من صاغوها ونظروا لها في الوحل،واليوم ونتنياهو يتغول ويتوحش في استيطانه،حيث الإعلان عن بناء ألآلاف الوحدات السكنية الإستيطانية في القدس والضفة الغربية،ودون أدنى اعتبار للشرعية الدولية وقراراتها،فأوروبا الغربية تكتفي بتصريحات وتقارير وبيانات الشجب والاستنكار،وتتعامل مع إسرائيل بقفازات من حرير،وهي غير مستعدة للوصول بموقفها الى حد فرض عقوبات عليها بشأن استمرارها في الاستيطان المتناقض مع الشرعية الدولية والمغلق للنافذة أمام أية حلول سياسية،بما فيها حل الدولتين الذي تتلاشى الفرص أمامه.
أصحاب هذه المبادرة الجديدة،ماذا يتوقعون من نتنياهو؟،وهو على أبواب الفوز في الانتخابات يقول:- فهل نحن الدولة اليهودية غير قادرين على البناء في “عاصمتنا”،وهو يقصد القدس المحتلة. يردون عليه بمبادرة أخرى هابطة أكثر ما هبطت به المبادرة العربية السابقة،وأنا أتذكر عندما طرحت تلك المبادرة العربية للسلام في القمة العربية التي عقدت في بيروت،رد عليها شارون بحصار الرئيس الفلسطيني الراحل أبو عمار في المقاطعة برام الله،وحينها لم يجرؤ على أو يحصل أي زعيم عربي على إذن أمريكي بالاتصال مع أبو عمار المحاصر،والشيء المخجل مرة أخرى هنا،هو العودة إلى المفاوضات العبثية وبضمانات أمريكية،أي العودة إلى تجريب المجرب وقصة “حلب ” الثور،وكأن أمريكا التي رعت المحادثات والمفاوضات طيلة ثمانية عشر عاماً،كانت وسيطاً نزيهاً؟،فهي في كل مرة كانت تتعثر فيها المفاوضات أو تعلق تواصل الضغط على الطرفين الفلسطيني والعربي للاستجابة للشروط الإسرائيلية والعودة للمفاوضات،ووفق ما تريده إسرائيل.
ما الذي ستأتي به هذه المبادرة العربية الجديدة؟، وهل هناك خيارات بديلة جدية وعملية فلسطينية وعربية،يستخدمها العرب في حال فشل مبادرتهم،من أجل جعل أمريكا وإسرائيل وأوروبا الغربية يقيمون وزناً وشأنناً للعرب،ويلتزمون بتطبيق قرارات الشرعية الدولية؟،فنحن ندرك تماماً بأن خيارات خوض العرب لحروب او حرب مع إسرائيل،ليست بالوارد،فهناك من العرب من هو أشد دفاعاً وحماية لأمن إسرائيل من إسرائيل نفسها،وهل العرب جاهزون أو يملكون خيار مقاطعة وتهديد المصالح الاقتصادية والتجارية الأمريكية والأوروبية الغربية في الوطن العربي؟،وهل هم مستعدون أو قادرون على سحب استثماراتهم وأرصدتهم من بنوك تلك الدول؟
أم أنهم في النهاية،سيقولون بعد فشل مبادرتهم لا حول لنا ولا قوة علينا أن نواصل سياسة الاستجداء،وطرح مبادرة جديدة،تتفق ما يريدوه نتنياهو ونعتبر ذلك نصراً “مجلجلاً”،فهم يعرفون ويدركون جيداً أن عوراتهم بانت ولم تبقى أي ورقة توت تسترها،هم يريدون الجهاد في سوريا لأن فيها اجر وثواب وحور عين،أما في فلسطين فالجهاد حرمه القرضاوي وكل مشايخ السلاطين،لأنه يؤدي بصاحبه الى التهلكة وسعير…. والمبادرة القديمة طرحت في قمة بيروت/2002 وحتى اللحظة الراهنة ثار جدلاً حول من يريد إلغائها ومن يريد التمسك بها،وبعد عشر سنوات من طرحها،يتم طرح مبادرة عربية جديدة على اعتبار أن العرب رواد المبادرات والشعارات،وحتى يتم “حشر” إسرائيل في الزاوية وتعريتها أمام الرأي العام العالمي،بأنها دولة رافضة للسلام،وتكون قد أجهزت على فلسطين وغيرها من الدول العربية،وهذه المبادرة الجديدة بحاجة الى عشر سنين أخرى وفود عربية ذاهبة وأخرى راجعة،تعدل هذا البند وتشطب ذاك،حتى تقبله أمريكا وإسرائيل،لكي نصل في النهاية في مبادراتنا الى كل ما تريده إسرائيل.

فلسطينياً علينا أن لا نعول على المفاوضات،فقد جربناها وثبت عقمها وفشلها،وهي لم تحقق أي شيء لشعبنا الفلسطيني،بل أستغلها الاحتلال الإسرائيلي،من أجل الاستمرار في سياسة الاستيطان التي وصلت مرحلة ال”تسونامي”والتغول والتوحش،وبالضرورة بعدما حصلنا على إنجاز سياسي بالدولة غير العضو في الأمم المتحدة،أن نبني ونشق طريقنا نحو إستراتيجية فلسطينية جديدة،إستراتيجية،يجري فيها توظيف المقاومة والصمود لصالح هدف وخيار سياسي،خيار يقوم على الصمود والمقاومة،خيار يطلق كل الأوهام،وهم أن تعطي أو تمنح اسرائيل أو أمريكا لشعبنا الفلسطيني دولة أو تسلم له بحقوق عبر سياسة الاستجداء والمفاوضات،فلا بديل عن خوض النضال والكفاح بكل صوره وأشكاله،ومراكمة الإنجازات من أجل تقريب موعد بزوغ فجر الدولة الفلسطينية المستقلة،وهو غير ممكن إلا من خلال استعادة الوحدة بين شطري الوطن،وإنهاء ظاهرة الانقسام المدمرة،وعبر برنامج سياسي تلتف حوله كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،وكذلك ضرورة أن يتم نقل وإعادة ملف القضية الفلسطينية الى هيئة الأمم المتحدة،بدل التفرد الأمريكي في رعايتها،وأيضاً الظرف الموضوعي الآن مؤاتي من أجل أن نتوجه الى محكمة الجنايات الدولية،لرفع قضايا على إسرائيل وإلزامها فيما يخص وقف الاستيطان باعتباره جريمة حرب،فقرار هيئة الأمم المتحدة الأخير يعتبر الأراضي الفلسطينية أراض دولة تحت الاحتلال،وما ينطبق على الاستيطان،ينطبق على الأسرى.
ولهذا فأنني أرى بأن العودة مجدداً الى مربع وعبثية المفاوضات،من شأنه المقامرة بحق شعبنا الفلسطيني،وكذلك تعميق وإدامة حالة الإنقسام في الساحة الفلسطينية.
————————
Quds.45@gmail.com