يمكن تنفع

 

الرابط  : مقالات ساخرة ::
سحر فوزي – مصر ::
فى دردشة ساخرة دار نقاش حول بعض العادات والسلوكيات التى نتبعها دون أن نعرف لماذا نحرص عليها، ولماذا لا نستطيع تركها أوالإستغناء عنها.. بدأت إحداهن الحديث عن الإحتفاظ بالكراتين والشنط البلاستيك والعلب والزجاجات الفارغة حتى أصبحت من معالم كل بيت مصرى …وعلقت أخرى قائلة: ياريت على كده وبس.. دول بيحتفظوا بالأوراق ، والجرايد لغاية لما تصفر من كتر ركنتها … تدخل آخر قائلا : ياويلى لو فتحت درج المطبخ اللى مليان أسلاك ،وحبال، ومسامير، وسكاكين مصدية ، وعدة نجارة ، وغطيان زجاجات ، وإنصاص شوك ، ومعالق ، وكراكيب مالهاش أى لزمة …وألا تحت الحوض.. تلقى مواتير محروقة ، وكوع حوض مخلوع ، وطبعا جبس ، واسمنت ، وحلل محروقة ، ومخرومة ، وخلاط مدغدغ …علقت إحداهن : إحنا عندنا هدوم من يوم ما إتولدنا لغاية دلوقت ، وأول ما أفتح الدولاب تقع كلها على الأرض وأقعد ألمها ،وأكومها ، وأضغط عليها ، وأقفل الدرفة بسرعة وأجرى، ده لو ما أتخلعتش ووقعت على دماغى ، ويقعد بابا يصلحها ، وأول ماحد يجى يفتح الدولاب تقع تانى… رد آخر: المصيبة إننا لو حبينا نروق الكراكيب دى .. كل اللى بنعمله إننا نشيلها من مكانها ، ونحطها فى مكان تانى ..إما فى سحارة السرير ..أو فى البلكونة ، ولو عزلنا من شقة لشقة تانية نأخدها معانا ، وكل ما نيجى نرمى حاجة نرجع ونقول : خليها خسارة أهى يمكن تنفع … رد آخر: ده حتى العربيات ما خلصتش من الكراكيب… تلقى على الكنبة زجاجات فاضية وأكياس شيبسى وورق شيكولاتة ، وتحت رجلك جركن ، وفى شنطة العربية عجلة الواد ، وإسكوتر البت ، وشنطة النادى ، وبوردات وعوامات السباحة ، وكرسى البلاج ، وعربية ومشاية أطفال ، وممكن تلاقى ببرونة البيبى ، وغياراته ، ده غير عدة ما تنفعش فى أى حاجة ، وكوريك تيجى ترفع بيه العربية تقع عليك ، وإستبن مخرم ، وجنوط ، وقطع غيار كنت خلعتها من زمان علشان خربت وماتنفعش …. طيب شايلها تانى ليه؟ ، ده غير شوية هدوم مش عارف جت منين ، على قماش ،وأدوات تنضيف تخاف تمسكها ..لإنك لو نضفت بيها حتضطر تطلع البيت تانى علشان تغير هدومك …ورغم كل ده تلقى الواحد من دول ماشى ، وعلى عربيته تل من التراب ، وفى وسط السكة تولع بيه ..علشان الزجاجات اللى رايح جاى بيها دايما فاضية… وفى سخرية شديدة علقت إحداهن: إحنا عندنا كوتشيات.. من أيام ما كانت بتزمر ، وماما محتفظة بيها… لغاية مابقى عندنا ثلاث جزامات مكتظين ، ده غير اللى تحت السرير واللى فى البلاكار … تدخلت أخرى : ليه ما نتشجعش ، ونفرز كل مالانحتاجه ، ونتبرع به للجمعيات الخيرية ، ودور الأيتام ، وأهومن ناحية نروق شققنا ، ومن ناحية تانية ينوبنا ثواب؟ …وبدون تفكير ردت إحداهن معترضة : لأ طبعا ..خسارة.. مش يمكن تنفع؟!!!!
بقلم / سحر فوزى
/كاتبة وقاصة مصرية / 17/12/2012