عيب يا سفارة فلسطين في البرازيل

الرابط : سياسة واخبار :
د. فايز رشيد – فلسطين المحتله :
بالرغم من الضغوطات الصهيونية والاسرائيلية والجماعات اليهودية التابعة للمؤتمر اليهودي العالمي, تم عقد المنتدى الاجتماعي العالمي- فلسطين حرة , للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مدينة بورتو اليغري بالبرازيل بين 28 نوفمبر- 1ديسمبر كان قد تقررعقده قبل عام . المنتدى تعرض لضغوطات  صهيونية هائلة واسرائيلية كثيرة مورست على الحكومة البرازيلية لمنع انعقاده .
من جهتهم : فان القنصل الاسرائيلي والفيدرالية الأسرائيلية في ولاية الريوغراندي دو سول والمجلس اليهودي في أمريكا اللاتينية , واضافة الى ضغوطاتهم على الحكومة المركزية البرازيلية  مارسوا ضغوطا على حكومة الولاية و رئيس  البلدية من أجل منع عقد المنتدى , واتصلوا مرارا بممثلي الولاية في البرلمان لنفس الهدف .
في العادة ,وفي المنتديات الشبيهة التي يتم عقدها في البلدان المختلفة كل سنتين, كالتي حصلت سابقاً ,تقوم الحكومة المعنية بتقدم كافة التسهيلات لحضور من يريد. يقوم بتسجيل اسمه على موقع المنتدى على الأنترنت,ثم يقوم باستخراج فيزا بكل سهولة . انها المرة الأولى في تاريخ المنتدى الذي يجري فيه التضامن مع شعب محتل وقضيته العادلة .الحكومة البرازيلية هذا العام وبدلا من تسهيل مهمة الحضور, لم ترسل الى سفاراتها في الخارج لتسهيل دخول المشاركين وأسماءهم ,الا قبل عقد المنتدى بأيام قليلة . أرسلت فقط بعض الاسماء وليس كلها , الأمر الذي يعني : الحرص على أيجاد العقبات في طريق حضور كل المشاركين المسجلين .
اللجنة البرازيلية المشرفة على عقد المنتدى والتي تضم أطراف عديدة منها النقابات ( الكوت ) , فيها من ينادي بحل الدولتين كسياسة السلطة , ومنهم من يصطف الى جانب قوى اليسار الراديكالية في مواقفها تجاه تحرير فلسطين . اللجنة في معظم القوى المشكلة لها , تربطها علاقات متينة مع السفارة الفلسطينية في البرازيل, اللجنة وقفت على الضد تماما من كل اقتراحات القوى الديموقراطية اليسارية الفلسطينية : أن في آليات تسهيل العمل , أو في اعطاء القاعات اللازمة لورش العمل  لمناقشة مواضيع وأبحاث وأوراق عمل قدمها كثيرون من الاكاديميين والمتخصصين  الفلسطينيين الذين اقترحت دعوتهم ,ووافقت اللجنة على بعضهم وليس كلهم , أو في رفض دعوة بعض الشخصيات المؤيدة للقضية الفلسطينينية من العرب والأجانب .
السفارة الفلسطينية في البرازيل وقفت جامدة أمام الضغوط الصهيونية والاسرائيلية والمنظمات التابعة لهما في أمريكا اللاتينية والبرازيل , وكأن الأمر لا يعنيها , وكأن  المنتدى يعقد من أجل التضامن مع الماو ماو أو مع شعب يسكن المريخ .
كما أن السفارة الفلسطينية  مارست ضغوطاً شديدة على اللجنة البرازيلية من خلال ممثلها فيها , للتحكم فيمن تتم دعوته أو دعوتها للمنتدى.!استبدلت أسماءً  باسماء ,على هواها ووفقاً لأرائها السياسية المتماهية مع النهج السياسي للسلطة الفلسطينية. كما أن السفارة حازت على معظم التذاكر التي تم إرسالها للمشاركين وأرسلتها لمن تريدهم.
من بين الأسماء التي لم ترسل إليها تذكرة سفر : المناضلة الفلسطينية المعروفة ليلى خالد وكثيرين من المناضلين والباحثين الذين دعتهم اللجنة باقتراحات من قوى اليسار،الأمر الذي حدا بمجموعة كبيرة من المشاركين  في المنتدى من الفلسطينيين وغيرهم, لإصدار بيان ضد نهج السفارة الفلسطينية وضد مسلكيتها.
هذا النهج الذي قام على الاستئثار والهمينة والتفرد لصالح جهة معينة متحكمة في منظمة التحرير الفلسطينية, والوقوف في وجه معظم الباحثين والمتخصصين من الجهات الأخرى والتي قامت القوى الديموقراطية اليسارية الفلسطينية بترشيح أسمائهم .صدر البيان أيضاً مستنكراً لاستبعاد ليلى خالد من المشاركة. كما أن مارسيل خليفة وفرقته تم الغاء دعوتهم للمشاركة في المنتدى . المنتدى وفقا لما رشح عنه من أنباء تعرض لفوضى شديدة نتيجة التضارب بين الذين دعتهم اللجنة مسبقا وقدموا أوراقا لها , واستبدلوا بطلب من السفارة بأسماء لم تقم بتقديم أوراق عمل . نتيجة للسياسة القاصرة هذه , تم حرمان أوراق عمل كثيرة من النقاش في نشاطات المنتدى, وهو ما أثر سلبا على جوهر وأهداف المنتدى . في جلسة البيان الختامي وقعت مشادات عنيفة بين وجهتي نظر, اذ حاولت قوى الشد العكسي جر البيان الى ماقفها المسالمة لكن القوى الديموقراطيا فوتت عليهم الفرصة وجاء البيان  معقولا .
الذي نود أن نساله للقائمين على السفارة : لماذا لم تقوموا بمقاومة الضغوطات الصهيونية على الحكومة البرازيلية والتدخل لديها  لحضور كافة المسجلين الذين يريدون حضور عقد المنتدى ؟ وماذا تفعلون اذن أذا كانت مثل هذه المهمة لا تستحق النضال  من قبلكم من أجل تنفيذها ؟ لماذا حزتم على 77 تذكرة من أصل 79 تذكرة صرفتها اللجنة البرازيلية للمدعوين, في الوقت الذي تم فيه استبعاد مناضلين آخرين يخالفون وجهات نظركم السياسية؟ أليس الآخرون فلسطينيين؟ لماذا لم تتم دعوة العديدين من الشخصيات العربية والأجنبية ممن اقترحتهم قوى غيركم ؟ من الواضح أن وجهات النظر السياسية للمشاركين هي التي كانت معياركم في انتقاء هذا الأسم أوذاك لحضور المنتدى !
من الغريب أن البعض يصر على أن يكون ممثلا لسلطة( لجهة وفئة معينة ) وليس لدولة فلسطين بالرغم من التصويت في الأمم المتحدة , لكل شعبها وبكافة ألوان طيفهم السياسي . وهذا لا يجوز.. بل انه عيب … عيب .. عيب !