اوباما او رومني : لا فرق

الرابط : اراء حرة :
د. فايز رشيد – فلسطين المحتله [:
بفوز الرئيس أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تنفس كثيرون الصعداء في الوطن العربي وفي الساحة الفلسطينية بشكل خاص وانتعشت أوهامهم بالمراهنة عليه ان في تلبية الحقوق الفلسطينية وفي تحسين العلاقات مع العرب.من ناحية أخرى:يجري الحديث عن انزعاج في إسرائيل جرّاء هذا الفوز،إذ كان يفضل نتنياهو والائتلاف الحكومي الذي يعيش أشهره المعدودة الأخيرة قبل الانتخابات, فوز رومني باعتباره الأفضل لإسرائيل،وبخاصة أن تصريحاته تشير إلى دعمه اللامحدود للدولة الصهيونية.
لا نقول أن أوباما ورومني نسخة كربونية عن بعضهما البعض،لكن في حالة فوز أيهما سيكون محكوماً في معظم سياساته الخارجية لإملاءات”المجمع الصناعي الرأسمالي والعسكري”،المقرر للسياسات الأمريكية إن بالنسبة للعالم أو بالنسبة للصراع العربي-الصهيوني وللمنطقة بشكل عام.صحيح أن لكل رئيس أمريكي أداؤه وتصوراته التي قد تختلف عن مرشح الحزب الآخر, لكن نمط التصريحات للمرشح للرئاسة إبّان فترته الانتخابية تختلف بالضرورة إذا ما فاز بموقع الرئيس.ذلك نتيجة لاعتبارات أبرزها:المصالح الرسمية الأمريكية فقيود واعتبارات التصريح للرئيس في موقعه كمرشح ,يفرض عليه الاتزان فكل كلمة والحالة هذه محسوبة عليه.
الرئيس أوباما وإبّان فترته الانتخابية قبل ما ينوف عن الأربع سنوات بدا في تصريحاته وكأنه من المؤيدين للحقوق الوطنية الفلسطينية وإقامة الدولة العتيدة للفلسطينيين , حتى أنه اشترط على إسرائيل وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس كثمن لعودة المفاوضات الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية.ظل على هذا الموقف في بداية تسلمه الرئاسة بعد فوزه , ثم بدأت تراجعاته:اشتراطه بوقف الاستيطان في الضفة الغربية دون القدس, بعد البيانات الإسرائيلية المختلفة المؤكدة”بأن القدس هي العاصمة الأبدية والموّحدة لإسرائيل”.استمر في التراجع فهو أصبح لا يرى:ضرورة وقف الاستيطان من أجل التفاوض.أمريكا في عهد أوباما ضغطت على حليفاتها من الدول في مجلس الأمن :لعدم التصويت لصالح المشروع الذي تقدمت به منظمة التحرير للمجلس من أجل نيل عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.أيضاً ضغطت الولايات المتحدة لتأجيل طلب فلسطين للجمعية العامة لنيل العضوية المراقبة لما بعد الانتخابات،ولا ندري هل ستوافق أمريكا على هذا الطلب بعد إعادة فوز أوباما أم ستعتبره”خطوة أحادية الجانب”مثلما تقول حليفتها إسرائيل.للعلم إن غالبية أعضاء إدارة أوباما هم من اليهود الصهيونيين الذين يدينون لإسرائيل أكثر وأكبر من وطنهم أمريكا.
الرئيس بوش الابن،والذي هو من الحزب الجمهوري:دعا إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة،وجرى أن حدد موعد إقامتها في عام 2005!وذهب ولم تقم هذه الدولة.الحزبان الجمهوري والديموقراطي حليفان استراتيجيان لإسرائيل.ممثلاهما في الانتخابات الرئاسية،يتنافسان على من هو الأكثر ولاءاً للدولة الصهيونية.هذا الأمر تكرر في الحملة الانتخابية الأخيرة بين أوباما ورومني.إسرائيل واللوبي الصهيوني في أمريكا وكذلك الصهيو-مسيحية تدرك فن ابتزاز المرشحّيْن في كل حملة انتخابية.هكذا تصرف نتنياهو:إذ أظهر تعاطفاً مع رومني وبخاصة أثناء زيارته الأخيرة إلى إسرائيل،وذلك من أجل ابتزاز أوباما لحثه على المزيد من المبادرات والخطوات المتماهية مع السياسات الإسرائيلية ومع الرؤية  الصهيونية للتسوية مع الفلسطينيين والعرب.
كلا الحزبين وممثلاهما : أوباما ورومني يرفضان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم بموجب القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة،وهما مع بقاء القدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل،وهما مع عدم انسحاب إسرائيل من كل المناطق التي احتلتها في عام 1967.وهما مع بقاء التجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل.هما مع”يهودية دولة إسرائيل”.بالتالي أثمة فرق بين ولاء كل من أوباما ورومني للدولة الصهيونية؟ بخاصة أن كل الرؤساء الأمريكيين السابقين سواء انتمى الواحد منهم إلى هذا الحزب أو ذاك،تفننوا في تقديم كافة أشكال الدعم المادي والاقتصادي،السياسي،والعسكري التسليحي انطلاقاً من شعار طرحته الدولة الصهيونية منذ نشأتها وهو:تحقيق تفوقها العسكري على دول المنطقة مجمتعةً.كان هذا المبدأ وما يزال فاعلاً في عهد الرئيس أوباما،بالتالي:لو فاز رومني هل سيقدم أفضل وأكثر مما قدّمه ويقدمه الرئيس الحالي للكيان الصهيوني؟.
لطالما وعد الرئيس أوباما بتحسين العلاقات مع العالمين:العربي والإسلامي،وجاء من أجل ذلك ليلقي خطاباً عرمرياً في جامعة القاهرة ،حول تصوراته لطموحه هذا،واستشهد بآياتٍ من القرآن الكريم،ونطق بضع كلمات عربية،حتى أن البعض من الصحفيين والكتّاب والكثيرين من العرب بدؤوا في اطلاق لقب(أبو حسين) على الرئيس أوباما , انطلاقاً من أصوله الإسلامية.
بعد أن أمضى أربع سنوات في منصبه الرئاسي للولايات المتحدة:هل تغيرت السياسات الأمريكية تجاه العالم العربي أو دول المنطقة قيد أنملة واحدة؟هل تغيرت السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني العربي-الإسرائيلي؟لقد سبق لرئيس السلطة محمود عباس وبمنتهى السذاجة منذ عام وفي الدورة السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة : أن اعتبر إقامة الدولة الفلسطينية ديْناً(بالطريقة العربية) في عنق الرئيس أوباما!.ما ذكرناه هي نماذج فقط من سياسات بعض الرؤساء الأمريكيين, وبعد كل ذلك هل ثمة من يعتقد بوجود فروقات جوهرية بين أوباما أو رومني؟.