(سعر الدقيقه جنيه ونص) يا سيدي نحن بلهاء .. ولكن ليس الى هذه الدرجه

الرابط : اراء حرة :
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي  :
كان ( البزنس ) زمن الرئيس منقطع النظير .. عالي المقام حسني مبارك .. تتم فيه السرقة خفية عن الشعب وجهارا نهارا تحت رايته .. بحيث نهبت اموال مصر بمعرفته لان له حصة فيها ..  فما من شركة تنشأ او صفقة تعقد الا وكان له ولابنائه نصيب الاسد منها .. حتى السيدة الاولى اعزها الله كانت (تكوش) الاموال والذهب انتظارا ليوم الفجيعة الذي لم يمهلها ان تنقل اموالها للخارج كما فعل غيرها .. ولم يستطع احد ( حتى هذه اللحظة) ان يستدل على الاموال التي هربت الا ما ندر ..
ومن ثم جاء الربيع العربي فتحررت مصر من قيودها الى حين ، حتى جاء عهد الاخوان والسلفيين فزادوها افقارا .. وتحول (البزنس) من حرام الى حلال مذبوح على الطريقة المصريه .. وقرر فيه من سرقوا الثورة وجيروها لانفسهم ان التجارة (حلالا زلالا ) ليس فيها ما يشوب طالما انها معروضة امام الشعب  دون مواربة وعلى شاشات الفضائيات المصريه ..
فهذه الدكتوره فلانه تجبر ( المقطورات ) المصرية التي تورم ردفاها من الدهون وتعب قلبها من الكولسترول على الاتصال بها ((للتخسيس) قسرا وسعر الدقيقة جنيه ونص ( فقط) وذاك طبيب توفي منذ زمن وقام ورثته باستغلال شرائطه المسجلة لتعليم الشعب كيف  يتعامل مع نفسه .. وسعر الدقيقة جنيه ونص ( فقط) .. وآخر يعطي ( عن طيب خاطر ) قرضا بعشرة الاف جنيه تسدد على عشر سنوات  دون فوائد .. وسعر الدقيقة جنيه ونص  ( فقط ) ..  ومن طريف الامر انه يستخدم آيات قرأنية كريمة لابتزاز الشعب فيمن يقرض الله قرضا ( حسنا ) – قرض الله انفه لكي يصبح افطسا لا يشم رائحة النقود  التي اكتسبها حراما –   حتى خاروف ( وليس خروف ) العيد لم ينج من نصبهم واحتيالهم مما يعتبر سبة وشتيمة للشعب المصري ان يدفع صاحب الهاتف الخلوي قيمة عشرة خراف لجناب المعلن دون ان يدري .. وقس على ذلك ربح سيارة من اواخر الموديلات  وسعر الدقيقة ايضا ( جنيه ونص ) فقط . واخيرا يذهب الخاروف والسيارة والقرض الحسن بل وحتى القرض السيىء لجيوب عامرة بالحرام ويعتبر حلالا  في عرف الفضائيات المصرية لانها تقبض قيمة الاعلان دريهمات وتترك الملايين لمن اعلن عن نصبه واحتياله . أي ان تلك الفضائيات تشارك في عملية النصب جهارا دون ان يطالها القانون الذي يصرح ان عملية النصب خالية من مواد القانون التي تجرم سبق الاصرار والترصد .
وبعملية حسابية بسيطه .. ندرك ان عشرين مليونا من الشعب المصري على الاقل يمتلكون هواتف خلوية .. نصفه يريد الخاروف .. والنصف الاخر يريد السيارة .. ومع الطمع فان نصفه يريد فوق الخاروف ان يحصل على القرض .. والنصف الاخر يريد ان يتعامل مع نفسه لكي يصبح سويا .. ومن زيادة الطمع فان نصفه يريد فوق الخاروف والسيارة والقرض ان يخس او تخس نتيجة الحمل والرضاعة .. ثم يجد نفسه في النهاية قد دفع للنصابين قوت اطفاله دون ان يدري .. ومن ( الاخر) فان (النصابون)( الوهابون ) الذين يريدون ( رفاهية ) الشعب يجيرون كل تلك المواد المعلن عنها لاصدقائهم ومعارفهم مقابل مبلغ زهيد لكي تعود الى جيوبهم ثانية .. أي ان المعلن لا يدفع من جيبه مليما واحدا سوى (زبالة ) النقود للفضائيات التي تريد تحسين مواردها لان الموازنة ( لا تسمح ) .. وقس على ذلك .
وبعملية حسابية ايضا .. فان عشرة ملايين يقومون بالاتصال بتلك التراهات .. ومعدل دقائق الاتصال تتجاوز العشرين دقيقة لان المتلقي على الهاتف ( يرغي ) مع الزبون لاطول مدة ممكنه لكي يدفع اكثر .. فاذا كنت ايها القارىء خريج الصف الاول الابتدائي فاحسبها معي .. عشرة ملايين هاتف بعشرين دقيقة فكم هو الناتج .. فاذا كنت لا تعرف الحساب فانت راسب في صفك الاول .. اما اذا كنت تعرفها فانت ( ابله ) لا حق لك ان تعيش لكي ترمي بقوت اطفالك الى الزباله ..
اما تفصيل ذلك فان اولئك المعلنين النصابين يقومون بشراء دقائق من شركات الاتصالات .. ويأخذونها بسعر متدن .. ودعنا نقول بخمسين قرشا للدقيقه .. ثم يبيعونها للبلهاء ( بجنيه ونصف ) فتخيل معي ماذا يضع النصابون في جيوبهم لاشباع طمع المتصلين بالحصول على الخاروف او السيارة او القرض او طالبة التخسيس او من تصاب ( بالسيلوليت ) .. عجيب !!!
ومن غرائب الامور ان بعض الصحف تشارك في عملية النصب هذه مع سبق الاصرار والترصد .. ولا يهمها او يهم اصحابها او ناشريها ما يعانيه الشعب من الجوع والمسغبة .. ما يهم هو ثمن الاعلان .. اي ان اولئك يشاركون في عملية النصب علانية ويعتبر ذلك في عرف القانون ( تجارة حرة ) ليس فيها عوج او التواء ..
عجيب أمر هذا الشعب .. يقوم بثورة سلمية اعتبرت من عجائب الدهر .. ثم يتخلى عن الثورة عندما سرقت ويرضى بالواقع .. والا فاين هم من قاموا بالثورة.. ويرضى بعمليات الابتزاز بل ويشارك فيها ضد نفسه .. والا ما نفع ان نحاكم من سرقوا سرا و ( نطنش ) عمن يسرقون علانية .. مما زاد في الغلاء وعم البلاء بحيث اصبح سعر ( الكرمبايه) ستة عشر جنيها ( لاغير ) ..
نعرف ان كل ثورة تقوم بتطهير البلاد بعد نجاحها .. الا الثورة المصريه فانها (طنشت وتطنش) .. واني لارى ان المقاطعة لمثل اولئك المرجفين النصابين بل والعاملين عليها واضف ( المؤلفة قلوبهم ) خير دليل على ان الثورة بخير .. فهل نصل الى ما وصفناه في هذا المقطع لكي ندرك ان الشعب ما زال حيا .. اجيبوني يرحمكم الله .