الرابط : دراسات :
شوقية عروق- منصور – فلسطين المحتله :
خلال الصراع العربي الإسرائيلي وخلال التاريخ الدامي الذي مسح الجغرافية وسقط في النكبات والنكسات والتنازلات، حتى تقلصت الأراضي والحدود والوجوه وتحوّلت إلى عالم من الوجع المتحرك في الذاكرة والمنافي واللجوء، وضاقت سبل العيش أمام الفلسطينيين، ونام الاستيطان والمستوطنون تحت إبطهم وبين أفخاذهم. وأصبح الوجود الفلسطيني أمام الفك الصهيوني المفترس صراعاً يومياً ويتخلل كل لحظة من حياته، حتى أصبح الغد الفلسطيني بلا غد، ولا يعرف المواطن كيف سيكون شكل المستقبل.
في زحام الترهل السياسي لدى الفلسطينيين والاستسلام والتآمر العربي، الذي ينضج يومياً حيث تقطف إسرائيل ثماره عبر طرق دبلوماسية وتجارية عديدة ورضى عالمي، ينهال عليها بقبلات ساخنة تفرزها إسرائيل بصاقاً وعنجهية للعرب، يؤمن المواطن العربي بحقيقة الغياب الكامل للمواجهة والاستراتيجيات المعدة وقت الضرورة، وأن الشلل والتواطؤ ونسيان المستقبل حل محل كل شيء.
لكن هل سمع العرب من المحيط إلى الخليج بـ”القنبلة العرقية” الجديدة؟! هل حققت الدول والحكومات العربية، وبراميل االنفط المتدحرجة من مشيخات الخليج إلى بطون المال والعقارات والرفاهية المطعمة بشراء الذمم والعقول الجهنمية التي ترسم الخارطة الجديدة للوطن العربي والشرق الأوسط الجديد، بهذه القنبلة؟!
كشفت أحدى الصحف الغربية عن مشروع بريطاني- إسرائيلي مشترك لإنتاج قنبلة جينية-عرقية لقتل العرب فقط دون غيرهم، وحين تنفجر تعرف العربي من غيره..! مشروع يقام ويتطور بهدوء وبسرية مطلقة. وقد استطاعت إسرائيل- على ذمة الصحف- أن تميز جيناً معيناً يوجد في العرب دون غيرهم من الشعوب. ويتم العمل على هذا المشروع في مركز للأبحاث البيولوجية في مدينة نيس تسيونا. وهو يعتبر المركز الرئيسي للأبحاث المتعلقة بترسانة إسرائيل السرية من الأسلحة الكيميائية والجرثومية. والقنبلة يمكن أن تنشر فيروسات في الماء والهواء، لتصل إلى أكبر عدد من البشر، حيث ستؤثر على البشر العرب، ولن يتأثر بها غير العرب.
ومؤخرا اعترف احد الباحثين السابقين في نظام جنوب أفريقيا، بأن حكومة الابرتهايد في جنوب أفريقيا أجرت مئات التجارب بهدف إنتاج سلاح يقضي على المواطنين السود دون غيرهم، لكن المشروع فشل، وها هي الفكرة تنتقل إلى العقل الصهيوني والبريطاني.
ومثلما ان هناك قنابل ذكية قد تقتل الإنسان وتترك الجدران والعمارات، فهناك أسلحة قد لا يسمع بها البشر تخرج وقت القتال والضرورة الحربية. لكن مثل هذه القنبلة العرقية إذا نجزت يوماً ما فستكون قمة الوحشية والعنصرية البشرية..! لكن السؤال أين هم العرب من هذه القنبلة التي تمر من تحت أنوفهم وعيونهم؟! وما مدى استعدادهم لمواجهة هذه القنبلة؟! وإذا اعتبروا الموضوع نكتة عابرة نقول: لا يوجد نكات لدى الساسة ووحل السياسة والحقد والكره وغريزة البقاء للأفضل. ان الإنسان يملك مجلدات وأرشيفات وصورا حول خطورة الأسلحة بشكل عام ، وأيضاً حول جنون الأسلحة الفتاكة، خاصة البيولوجية والكيماوية، والآن ينقص البشر القنبلة العرقية.
منذ الصراع العربي- الإسرائيلي والعرب لا يصدقون، ويتساهلون بالعدو والتاريخ الذي صدمهم حين خلع عن أعينهم العصابة، وعرفوا أن العدو كان أكبر من خطاباتهم وشعاراتهم، وما زالوا عبيداً للعقلية المريضة بالأوهام.
ولا شك ان اقتحام غموض المستحيل جزء لا يتجزأ من ثقافة ووعي الإنسان ، ولولا الاقتحام وكسر إطار الخيال لما تحرك الإنسان وغيّر الكرة الأرضية بانجازاته العلمية والاختراعية والاكتشافية. فوراء كل اختراع أو اكتشاف مقدمة للخيال، الذي لم يستسلم وبقي قابضاً على عنق المستحيل حتى خنقه وأخرج من أحشائه التطور. وحين يقف الإنسان أمام الصورة التي يبثها خياله لا يصدق في البداية أنه من الممكن أن يكون كذا وكذا. ولكن حين يصمم يصل إلى الهدف المنشود، من كان يصدق ان تلك الاختراعات والاكتشافات التي يتمرغ فيها الإنسان في هذا العصر كانت مجرد أحلام غير معقولة ومن الصعب تحقيقها؟! لذلك على العرب ملاحقة فكرة هذه القنبلة ومعرفة تفاصيلها. وإذا كانت اليوم مجرد فكرة ومشروع، فغداً ستكون الواقع الذي سنعيش تحت تهديده.
وأخيرا يجب ألا ننسى انه ستواجه صُنّاع القنبلة العرقية عقبة تتمثل في اليهود الذين قدموا من الدول العربية. فمؤكد ان في أعماقهم جينات عربية، لكن كيف ستفرّق القنبلة العرقية بينهم وبين العرب..؟!