الرابط : اراء حرة :
بقلم: د. وجيه الجوهري- الولايات المتحدة: :
في ظل المستجدات الدولية والاقليمية نجد العالم العربي في موقف لا يحسد عليه بعدما اصابه عفن الحرية!
العالم العربي من شرقه الى غربه يعاني من أمرين كلاهما مؤلم ومر.. الأمر الأول ديكتاتورية مفرطة أما الأمر الثاني فهو حرية عقيمة. دول الربيع العربي تحولت بقدرة قادر الى دول الخريف أو بالأحرى الجحيم العربي. فالبعض يتحسر على أيام الفرعون المصري ووزيره هامان الذي حكم البلاد بأسلوب سجن جونتنامو أو سجن أبو غريب. في الحقيقة، يجب أن نضع الأمور في نصابها، فجونتنامو وأبو غريب هما وليدتاالتعاون الحميم بين نظام الديكتاتورية العربية والديكتاتورية الأمريكية الشابة.
تهاوت العراق وأصبحت الحسينيات في كل جانب من المستعمرة الفارسية وأصبح الطريق الى أبوظبي والشارقة والدوحة والكويت وعمان ممهدًًا لدخول جحافل كسرى لاستعادة المجد المجوسي بعد أن أُحتلت دمشق وبيروت وغزة.. وها هي هذه الجحافل على مشارف أسوار القاهرة الفاطمية بعد أن سقط العسكر في مذبحة القلعة!
العالم العربي مُنَوّم.. فما بين طاغية متكبر وما بين حرافيش نجيب محفوظ يا قلب لا تحزن! الكثيرون يحملون نيات خفية تسوق مجتمعاتنا الى طرق وسراديب خفية! هل سنصل الى بر الأمان؟ أم سيعتصرنا الانفلات الأمني وقلة الحيلة. الدولة السورية تقتل شعبها كما لو كانوا صهاينة محتلين.. بل هم في حقيقة الأمر أكثر ألفة وآدمية مع أخوانهم أبناء صهيون. هل سنسمع قريباً عن استقبال الدولة العبرية للاجئي سوريا؟ من له أن يتخيل؟! فالدولة العبرية من الدول المتحضرة بمقياس الغرب طبعًا.
العالم العربي يعاني من أمية الحرية.. لا يستطيع أن يعيش حر بدون قيود، فالذل والقهر من مرادفات الحياة العربية.. هل نحن حقاً كذلك؟ لا يصلح مع شعوبنا سوى نماذج صدام ومبارك والقذافي وعبد الله صالح وبن علي والأسد! اذا كانت هذه هي الحقيقة، فلا أجد الا أن أقول لا حول ولا قوة الا بالله. الدين الحنيف بعيد كل البعد عن دكتاتوريات هؤلاء، فمتى نُخرج من طيات تراثنا سيرة النبي محمد؟ ونتعلم سويا أصول الديمقراطة عسى أن تكون مخرجًا لكل مشاكلنا. البعض يتطلع للسلطة في مصر ما بعد الثورة كجرزان تجارب، فالإخوان كانوا نزلاء شبه دائمين لسجون طرة وأبو زعبل والقلعة قبل أن يحلوا ضيوف القصور الرئاسية. هل سيتعظون؟ أم سيصبح حالهم حال السادات عندما خرج من سجنه؟ أو حال مبارك عندما خرج من كفر مصلحة؟
العالم العربي بلا ثقل، فهو حر طليق في بيئة منعدمة الجاذبية.. يكفى أن القضية الفلسطينية أصبحت قطعت قماش مهلهلة بين السياسين والمرشحين الأمريكيين.. الكل يزايد لمصلحة الدولة الصغيرة المستسلمة التي تقع بين أنياب حزب الله والألعاب النارية لحماس من جهة ومهاترات الدولة الفارسية من جهة أخري. انتهز المناسبة لتهنئة جوجل ودولة كسرى لفوز “الخليج الفارسي ” بالاسم الرسمي لخرائط جوجل بعد أن قضى على الخليج العربي في منافسة الملاكمة في الفضاء الخارجي. مبارك لفارس وأتباعه هذا الفوز الكبير! وحظ أفضل لرجال الخليج والعرب في مسابقات استبيان أخرى.
أخيرًا.. تقدم الشعوب العربية يحتاج الى صحوة شعبية وحكومية، تطهير القلوب من الحقد والحرية الزائفة كأحد دعائم مشروع النهضة.. الى جانب التعلم من تاريخنا ومن تجارب الآخرين مثل نهضة محمد علي، نهضة أوروبا، نشأة الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، نهضة اليابان، وكذلك مشوار نهضة النمور الأسيوية. فلتكن البداية التعليم واحترام انسانيتنا علها توصلنا لما نبغاه والله من وراء قصد السبيل.
———————-
welgohary@capellauniversity.edu