الرابط : اراء حرة :
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي :
يقودني التفكير احيانا في انحراف البعض او الاغلب الاعم من المسلمين في غضبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. اذا ما قام أحد البلهاء باستفزازهم برسوم او شريط او سبة اوشتيمة لسيد الخلق محمدا .. فتنظم المظاهرات وتبح الاصوات ويصل الحال الى استخدام السلاح فيموت الابرياء وتجند (النت) وسيلة للسب والشتيمة وكأنى برسول الله (ص) لم يكن من البشر معرض لمثل ما تعرض له الانبياء على مر العصور .. فقد اوذي الرسول في عقر داره في بداية الدعوه .. ولكن ذلك لم يفت في عضده واستمر في الدعوة حتى اظهره الله ..لكن الذي يؤلم حقا .. ان اولئك لم يتعرضوا للآلاف من البشر ممن هم ملحدون او على شفا الالحاد يصفون الله سبحانه باقذع الصفات واحط الكلمات .. وفي كل ذلك كأن محمدا هو الاصل والله حاشاه هو الفرع ..
فكما كتبنا فيما سبق .. فان هذا العالم موبوء بالديانات الوضعية التي يعبد فيها الكثير من الناس الاصنام والاشخاص والبقر بل وحتى الشيطان في كثير من البلدان .. ولم نسمع او نرى مظاهرة واحدة غاضبة تخرج مطالبة بعزل اولئك وايقافهم عند حدودهم .. وكل ذلك يتم خوفا من القانون الوضعي في تلك البلاد .. وليس خوفا من الله سبحانه .. فكما هو الله منشىء هذا الكون وخالقه .. فانه كرم نبيه افضل تكريم وزينه بالخلق الكريم فلا تؤثر في شخصه تلك التراهات وهذه الشتائم التي آذت الكثير منا في نفسه .. ولكنها لم تؤثر قيد انملة في مكانة الرسول الذي يتملكنا في دواخلنا بل العكس من ذلك .. فقد ازدادت محبته وازددنا تمسكا بفضائله واخلاقياته .. ويكفي ان الله سبحانه يقول عنه في محكم كتابه ( وانك لعلى خلق عظيم ) .
وقد يقودنا هذا الامر الى ان تلك الديانات الوضعية ليست فقط بعيدة عنا في بلدان نائيه .. فان في الوطن العربي وبعض الدول الاسلامية من يعبد الشيطان ويصلي له .. ومن يعبد الاشخاص ويذكرونهم في صلواتهم ولكنهم لا يذكرون الله سبحانه .. والكثير من الملل والنحل موجودة بيننا ولكننا لا نفعل شيئا ولا نغضب لله .. ولكننا نغضب فقط اذا ما مس احد من البلهاء شخص الرسول مما يعني ايضا تأكيدنا للجملة التي تصم محمدا بالاصل والله سبحانه بالفرع . وهذا يعني فيما يعنيه اننا نؤله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نأتي على ذكر الله الا لماما في صلواتنا فقط .. وعند دعائنا ان مسنا الضر او اصابتنا الفاجعه .. وتلك مثلبة يجب تجنبها .. فالله ورسوله ليسا صنوان .. ولكن احدهما الخالق والاخر مخلوق .. أفنغضب للمخلوق ولا نغضب للخالق ؟ اليست هذه من انحرافات الفكر الذي يزرع في عقولنا عبر الفضائيات التي تدفع لمن يقدم لنا هذه التفاهات لقاء مبالغ خيالية من المال تكفي كل ذراريه لعقود عدة . أم ان عقولنا اصبحت في غيبوبة لا هم لنا الا القيام بالتظاهر والتخريب والقتل واضاعة الوقت في أمور كان يمكن ان نستغلها في الدعوة لله اولا وايجاد السبل الكفيلة لتقدمنا ثانيا .. !!
قد تغضب هذه الكلمة الكثيرين .. وقد يستحسنها البعض .. ولكننا نقول ان السبة والشتيمة للرسول لا تؤثر في شخصه .. ولكنها تزيدنا اصرارا على ضمه في قلوبنا وتدفئة وجهه الشريف بالشرايين والاوردة التي تعطينا الحياه .. ولكن الله سبحانه له حكمة في ذلك .. فرب ضارة نافعه .. واول ذلك النفع وقوف الكثير من الدينين الاخرين الى جانبنا في هذه الفوضى العارمه . فالانبياء والرسل اخوة .. وقد يفهم العاقل ذلك .. ولكن الذين لا يعقلون دعهم في ضلالهم يعمهون .. ولكم المحبه .