يا سلطة ضحكت من خيبتها الأمم! فقد طفح الكيل..بقلم : بكر السباتين

آراء حرة ….
بقلم : بكر السباتين – الاردن …
أقولها بكلِ أسفٍ وفقَ ما يردِّدُ الفلسطينيون ومن ورائِهم شرفاءُ العالم، ومن قلبٍ مجروح، وعقلٍ لم يعدْ يستوعبُ مجرياتِ ما يدورُ من فنتازيات لا تنسجم مع منطقِ الأشياء وبديهياتِها الواقعية، أقول وأيادي أعدائِنا تنكأ جراحاتِنا وأنتم بسياساتكم العمياء ترشونها بالملح، فلا تأبهون بصراخاتنا التي أمطرت قارا:
لأنك خلعت البزة العسكرية وتحولت إلى لاعب فاشل على طاولة القمار فأنت ومن يناصرك أو يزاحمك على منصب رئيس سلطة العار يا عباس، تعتبرون في عرف الشرف والكرامة، العدوُّ الأخطرُ للقضية الفلسطينية فلا تختلف في ذلك عن محمد دحلان ومشروعه التصفوي، إلا إذا أثبتمْ جميعاً عكسَ ذلك، عائدينَ إلى جادة الصواب، منحازينَ إلى حقوقِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومقاومتِهِ الأبية، فقد طَفَحَ الكيل.. وإلّا فماذا يعني انسلاخُكَ المفاجئُ عن اتفاقِ الفصائلِ الفلسطينيةِ لتعودَ إلى أحضان العدو الإسرائيلي عارياً حتى من ورقة التوت؛ لِتًفَعِّلَ اتفاقية التنسيق الأمني، فتتحول أجهزتك الأمنية وفق ذلك إلى ذراع مخلصٍ لجهازيْ (الشين بيت) و(الشاباك) الإسرائيليين؛ كي تتعقبَ الشرفاءَ المقاومين ومن ينتقدك شخصياً من الفلسطييين، وتعتقلهم في وضح النهار أو تضيِّق على معيشتهم الضنكا، وقد أدرت الظهر للأسرى ومصالحِ الشعبِ الفلسطينيِّ في الداخل والخارج، تمشياً مع شروط صفقة القرن أو بدائلها مما ستحذفه إلينا النكبات، وكأن العالم في نظرك مجرد مأخور كبير لا وجود للمبادئ والقيم فيه، وأن شعبنا أبكم أصم “يا حيف” . هذا ما يردده الفلسطينيون يا عباس في مواقع التواصل الاجتماعي ومجالسهم الخاصة لو أنك تحسن القراءة الحرة بعيداً عن تقارير أجهزتك الأمنية. فما قيمة هذا العمر الذي بلغت فيه عتياً ما دمت ترتضع بقرة أوسلو الحلوب وتقيم المصالح والبنيان لك ولأبنائك وشركائك على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره! ويتساءل الفلسطينيون، هل ما زلت تصدق يا عباس بأنك وسلطتك تمثل الفلسطينيين الذين يرفضون ذلك بعالي الصوت، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتاحة لهم وعلى الملأ! ويستغربون كيف برجل يغطي الشيب هامته، يسوق لشعبه أكذوبة “استعادة الثقة بالاحتلال”؛ بذريعة أنّ الإسرائيليين وَعَدُوا بالالتزام بكل الاتفاقيات والعهود المبرمة في سياق أوسلو ومستحقاتها المُغَيَّبَةُ المَهْدورة؛ في الوقت الذي يعلن فيه الطرفُ الإسرائيليُّ المراوغُ عن بناءِ 540 وحدةً استيطانية جديدة في جبل ابو غنيم في القدس الشرقية المحتلة.. في خرقٍ واضحِ للقانون الدولي وقراراتِ الأمم المتحدة وفي مقدمتِها قرار مجلس الأمن رقم 2334. وكأنك لا تعلم -وما غشاك الخرفُ بعد- أنَّ سياسةَ الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء بناء المستوطنات أو توسيعها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين سياسة لاشرعية وخطوة أحادية تمثل انتهاكاً جسيماً للقانونِ الدولي وتقويضاً لأسِسِ “السلام” وجهود حلِّ الصراع وتحقيق السلام الشامل والعادل وتنسف فرصَ حلِّ الدولتين على أساس قراراتِ الشرعيةِ الدولية.. ألا يعني ذلك بأنك ما زلت تستظلُ بمعاهدةٍ وُلدتْ ميتة، حتى أصيبتْ بالعفنِ الذي تزكمُ رائحتُها النتنةُ الأنوفَ، بينما كلُّ عملياتِ الترميمِ لم تفلحْ حتى في تغييرِ واقعِ الحالِ المتفاقم المزري.. وإلى الشعبِ الفلسطينيِّ أقول: وماذا بعد كل هذه المصائب التي تباغتكم من القريب والبعيد! ما موقفكم من سلطةٍ مجيرةٍ للمحتلِّ في زمنِ الرياء شاء فادتُها أو أبوْا! قولوا كلمةَ حقٍّ في وجهِ زعيمٍ غير فاعل.. وعدوٍ صهيوني يُمَرَّرُ من خلالِهِ كلُّ التنازلات! عبِّروا ولو بكلمة.. فالمصاب جلل.. والعدو وعملاؤه يعربدون بيننا دون رادع.. وقد تُرِكْتٌمْ مضغةً سائغةً في أشداقِ اللئام على موائد القمار.. عجبي!
***
أعلن المتحدثُ باسمِ الجيشِ الإسرائيليِّ باللغةِ العربيةِ، أفيخاي أدرعي، فجرَ الأربعاء، عن توجيهِ ضرباتٍ ضدَّ أهدافٍ في سوريا وسطَ تهليلِ الذبابِ الإلكترونيِّ الداعم لصفقةِ القرن. واستكمالاً للمؤامرةِ التي ترمي إلى إضعافِ الجيش السوريِّ أمام الجماعاتِ الإرهابيةِ الفاعلة؛ لتقسيم سوريا إثنياً وطائفياً؛ تلبيةً لأحلام ابن غوريون التاريخية، وضرب مصادر دعم المقاومةِ والاستحواذ على ثرواتِ سوريا في باطن الأرض وأعماق المتوسط. سوريا المطعونةُ في الظَّهْرِ من القريبِ والبعيد.. عجبي!